نبذة عن عدي بن ربيعة:
هو عديّ بن ربيعة بن الحارث التغلبي، من قبيلة تغلب، لقب بأبي ليلى المهلهل، ولقبه أخاه كليب بالزير سالم، وكان ذلك بسبب حبه للنساء والخمر.
أفنى حياته في الثأر لأخيه كليب بعد أن قتله جساس بن مرة.
قصة قصيدة أليلتنا بذي حسم أنيري:
أمّا عن مناسبة قصيدة “أليلتنا بذي حسم أنيري” فيروى بأنّه في يوم التقت قبيلتا تغلب وشيبان، فاقتتلتا، وكان يومها المهلهل هو قائد رجال قبيلة تغلب، وكان الحارث بن مرة هو قائد رجال قبيلة شيبان، وفي يومها قتل العديد من رجال تغلب، ولكن لم يقتل أي من رجال شيبان.
ثم التقت القبيلتان في يوم يقال له يوم الذنائب، وقد كانت هذه الواقعة من أعظم المواجهات بين هاتين القبيلتين، وانتصر بنو تغلب، وقتل العديد من رجال بني بكر، وكان ممن قتلوا شراحيل بن مره، ومن ثم التقت القبيلتان في واردات، وانتصر بنو تغلب يومها على بني بكر، وقتل هنالك أيضًا العديد من رجال بني بكر، وكان ممّن قتلوا يومها الشعثمان، وهما شعثم وعبد شمس، ابنا معاوية بن عامر بن ذهل، وأيضًا قتل يومها همام بن مرة، أخو الجساس.
ومر المهلهل من عند همام بن مرة وهو مقتول، فقال: واللهم إنّه لم يقتل لي أحد بعد أن قتل كليب أعز علي منك، ومن ثم التقت القبيلتان في العديد من المواقع، وكانت الكفة ترجح لقبيلة تغلب في معظمها، وكان من هذه الوقائع: يوم الحنو، ويوم عويرضات، ويوم أنيق، ويوم القصيبات، فقال المهلهل يصف هذه الأيام:
أَلَيلَتَنا بِذي حُسُمٍ أَنيري
إِذا أَنتِ اِنقَضَيتِ فَلا تَحوري
فَإِن يَكُ بِالذَنائِبِ طالَ لَيلي
فَقَد أَبكي مِنَ اللَيلِ القَصيرِ
وَأَنقَذَني بَياضُ الصُبحِ مِنها
لَقَد أُنقِذتُ مِن شَرٍّ كَبيرِ
كَأَنَّ كَواكِبَ الجَوزاءِ عُودٌ
مُعَطَّفَةٌ عَلى رَبعٍ كَسيرِ
كَأَنَّ الفَرقَدَينِ يَدا بَغيضٍ
أَلَحَّ عَلى إِفاضَتِهِ قَميري
أَرَقتُ وَصاحِبي بِجَنوبِ شِعبٍ
لِبَرقٍ في تِهامَةَ مُستَطيرِ
فَلَو نُبِشَ المَقابِرُ عَن كُلَيبٍ
فَيَعلَمَ بِالذَنائِبِ أَيُّ زيرِ
بِيَومِ الشَعثَمَينِ أَقَرَّ عَيناً
وَكَيفَ لِقاءُ مَن تَحتَ القُبورِ
وَأَنّي قَد تَرَكتُ بِوارِدَاتٍ
بُجَيراً في دَمٍ مِثلِ العَبيرِ
هَتَكتُ بِهِ بُيوتَ بَني عَبادٍ
وَبَعضُ الغَشمِ أَشفى لِلصُّدورِ
