قصة قصيدة أما الثلاثة قد وافوك من قبلي

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أمّا الثلاثة قد وافوك من قبلي:

أمّا عن مناسبة قصيدة “أمّا الثلاثة قد وافوك من قبلي” فيروى بأنّه كان لأحد التجار ابن، وقد كان حال التاجر ميسورًا، وكان ابنه كريمًا مع أصدقاءه، وشبه كرمه بكرم حاتم الطائي، وبقي الابن على حاله، حتى توفي والده، وعندما توفي التاجر أصاب العائلة فقر شديد، فقرر الشاب أن يذهب إلى أحد أفضل أصدقائه، وقد كان هذا الصديق غنيًا، لعله يجد عنده عملًا أو طريقة لكي يصلح بها حاله، فذهب إليه وعندما وصل إلى باب قصره، لقيه الحاجب، فأخبره الشاب عن صداقته مع صاحب البيت، وما كان بينهما من قرب ووِد.

فتوجه الحاجب إلى صاحب البيت، وأخبره عن وجود أحد أصدقائه على الباب، فاختلس صاحب الدار نظرة على الشاب، ووجده فقيرًا، ثيابه مهترئة، فقال لحاجبه أن يصرفه، ورفض أن يقابله، فخرج إليه الحاجب وأخبره برفض صاحب الدار لقائه، فخرج وهو يشعر بالحزن.

وعندما خرج الشاب من بيت صديقه، وبينما هو في طريقه إلى منزله، لقي ثلاثة رجال، فأوقفوه وسألوه عن رجل يريدون لقائه، وأخبروه باسمه، فقال لهم: هو والدي، ولكنه توفي منذ مدة، فصدم الرجال من خبر وفاته، وأخروا الشاب بأنّ لأبيه في ذمتهم أمانة وهي عبارة عن قطع نفيسة من الأحجار الكريمة، وأعطوه إياها وغادروا، فدهش الشاب ممّا حصل وحمل المجوهرات ومضى في طريقه.

وبينما هو في الطريق لقي امرأة كبيرة في السن، وقد كان يبدو عليها من مظهرها بأنّها تعيش في نعمة وخير وعز، فقالت له المرأة: يا بني، أين يمكنني إيجاد محلًا يبيع المجوهرات في مدينتكم هذه؟، فأخرج الشاب ما معه من مجوهرات، وأراها إياها، فأعجبت بها واشترت منه بعضًا منها، وأخبرته بأنّها سوف تعود له لكي تشتري المزيد منه، وهكذا بدأت حياته هو وعائلته تعود كما كانت عندما كان والده حيًا، وفي يوم تذكر هذا الشاب ما فعل صديقه عندما ذهب إلى بيته، فأنشد قائلًا:

صَحِبْتُ قوما لِئاما لا وفاء لهم
يدعون بين الورى بالمكر والحيل

كانوا يُجِلّونني مذ كنت رب غنى
وحين أفلست عدوني من الجُهل

وعندما وصلت هذه الأبيات إلى صديقه، كتب لهذا الشاب بكتاب، وكتب فيه ثلاثة أبيات من الشعر، قال فيها:

أمّا الثلاثة قد وافوك من قِبَلي
ولم تكن إلا سببا من الحيلِ

أمّا من ابتاعت المرجان والدتي
وأنت أنت أخي بل منتهى أملي

وما طردناك من بخل ولا قلل
لكن عليك خشينا وقفة الخجل

حالة الشاعر:

كانت حالة الشاعر عندما كتب هذه الأبيات حالة تفسير لسبب طرده لصديقه، وإخباره بأنّه لم ينس ما فعل معه هذا الشاب عندما كان في نعمة، وبأنّه قد ردّ له الخير بأفضل منه.


شارك المقالة: