قصة قصيدة أما تستحيون الله يا معدن النحو
أمّا عن مناسبة قصيدة “أمّا تستحيون الله يا معدن النحو” فيروى بأن الخليفة العباسي أبو إسحاق محمد المهتدي بالله بن الواثق عندما رأى بأن موسى بن بغا قائد الجند يقوم بكل ما هو منكر، بعث إلى بايكباك بأن يستلم الجيش بدلًا منه، عندما وصل الكتاب إليه، قام وتوجه إلى موسى بن بغا وأقرأه إياه، فغضب غضبًا شديدًا، واتفق هو و بايكباك عليه، وتركا مكانهما، وعندما وصل خبر ذلك إلى الخليفة قام بتكوين جيش جنوده من أفضل وأشجع الفرسان، ومشى به يريد أن يقاتلهما، وحينما وصلهما الخبر رجع موسى إلى طريق خراسان، ولكن بايكباك توجه إلى الخليفة ووقف بين يديه، وأظهر له السمع والطاعة، فشاور الخليفة من ان معه بأن يقتله، فنصحوه بان يقتله، فأمر بأن يقطع رأسه، وقطعوه ورموه إلى الأتراك.
فاتجه الأتراك إلى أخي بايكباك، ووقفوا معه لقتال الخليفة، وخرجوا لقتاله، فاقتل الجمعان، وقتل منهم الخليفة وجيشه ما يقارب الأربعة آلاف جندي، ولكن الأتراك من جنده حملوا عليه، وعندها انهزم، وأصبح ينادي بين الجند: يا أيّها الجند أنصروا خليفتكم، وعندما تيقن من الهزيمة، دخل إلى دار رجل يقال له أحمد بن جميل، وارتدى ملابسًا غير ملابسه، وأراد أن يهرب، ولكن رجلًا يقال له أحمد بن خاقان لحق به ورماه بسهم فوقع على الأرض، ثم التف عليه وطعنه في بطنه، فمات الخليفة
وكان قبل ذلك بخمسة عشر يومًا رجل يقال له أحمد بن سعيد الأموي في مجلسه وعنده جماعة، وكانوا يتحدثون في النحو والأدب، فدخل عليهم رجل وأنشدهم:
أما تستحيون الله يا معدن النحو
شغلتم بذا والناس في أعظم الشغل
وإمامكم أضحى قتيلاً مجندلاً
وقد أصبح الإسلام مفترق الشمل
وأنتم على الأشعار والنحو عكفاً
تصيحون بالأصوات في أحسن السبل
فظنوا بأنّه مجنون، ولكنّهم قاموا بتوثيق ما قال لهم، وأرخوه، وبالفعل بعد ذلك اليوم بخمسة عشر يوم قتل المهتدي.
حالة الشاعر
كانت حالة الشاعر عندما أنشد هذه القصيدة الحزن على مقتل الخليفة المهتدي، ومعاتبة من كان جالسًا على انشغالهم عنه.