قصة قصيدة أما تستحي مني وقد قمت شاخصا
أمّا عن مناسبة قصيدة “أما تستحي مني وقد قمت شاخصا” في يوم من الأيام قرر رجل يقال له محمد بن علي أن يحج إلى بيت الله في مكة المكرمة، فجهز نفسه، ومن ثم خرج متوجهًا إلى هنالك، وعندما وصل إلى مكة المكرمة، ودخل إلى بيت الله الحرام، بدأ بالطواف، وبينما هو يطوف رأى أحد الأعرابيين، وهو مرتد ثياب رثة، وكان هذا الرجل جالسًا أمام الكعبة، ينظر إليها، ولا يفعل أي شيء، وبينما هو ينظر إليه، قام الرجل، واقترب من الكعبة، وأمسك بالستار الذي عليها، ومن ثم رفع رأسه إلى السماء، وأخذ يبكي بكاءً شديدًا وهو ينشد قائلًا:
أما تستحي مني وقد قمت شاخصاً
أناجيك يا ربي وأنت عليم
فإن تكسني يا رب خفاً وفروة
أصلي صلاتي دائماً وأصوم
وإن تكن الأخرى على حال ما أرى
فمن ذا على ترك الصلاة يلوم
أترزق أولاد العلوج وقد طغوا
وتترك شيخاً والداه تميم
وعندما سمع محمد بن علي ما قال الرجل، توجه إليه، ورد عليه السلام، وقال له: أنت دعوت ربك، وقد استجاب لك، ومن ثم أمر له بفروة وعمامة، فأحضروهما، وألبساه إياهما، ومن ثم أمر له بعشرة آلاف درهم، وأمر له بفرس، وأعطاه إياها، فركبها، وأخذ المال، ودعا لمحمد بن علي ومن ثم غادر عائدًا إلى دياره.
وفي العام التالي جاء الأعرابي ذاته إلى الحج، ولكنه في هذا العام كان يرتدي ثيابًا جميلة، وحاله أفضل مما كان عليه في العام السابق، فرآه أحد الرجال الذين رأوه في العام السابق، وتفاجأ من تغير حاله، فاقترب منه، ورد عليه السلام، وقال له: لقد رأيتك في العام السابق بحال أسوأ مما أنت عليه الآن، فأنت الآن ذا ملابس جميلة، وجمال، فقال له: لقد عاتب كريمًا في العام السابق فأغناني.
حالة الشاعر
كانت حالة الشاعر عندما أنشد هذه القصيدة الوقوف بين يدي ربه، ومناجاته، فهو فقير لا يجد ما يقتات عليه هو وأبنائه، ويطلب من الله تعالى أن يغير له حاله.