اقرأ في هذا المقال
ما لا تعرف عن قصة قصيدة “أما لجميل عندكن ثواب”:
أمَّا عن قصة قصيدة “أما لجميل عندكن ثواب” أسرى سيف الدولة الحمداني ابن أخت الروم وعندما طلب ملك الروم فكَّ أسره رفض سيف الدولة ذلك ألا بفداء عام حيث كان أبو فراس الحمداني مأسورًا هو وجماعة من المسلمين فعرض ملك الروم على سيف الدولة فك أسر أبي فراس الحمداني مقابل فك أسر ابن اخته ولكن سيف الدولة الحمداني رفض ذلك وطلب فك أسر جميع المسلمين مقابل فك أسر ابن اخت ملك الروم وحُمِلَ الأمير أبو فراس الحمداني إلى القسطنطينية.
فبلغ أبو فراس الحمداني خبر ذلك (رفض سيف الدولة الحمداني فداء ابن اخت ملك الروم به لوحده) وطال أسره فكتب هذه القصيدة إلى ابن عمه أمير حلب سيف الدولة الحمداني فخورًا بنفسه وشاكيًا ومعاتبًا إليهُ على تباطئه في فكَّ أسره قائلاً:
أَما لِجَميلٍ عِندَكُنَّ ثَوابُ
وَلا لِمُسيءٍ عِندَكُنَّ مَتابُ
لَقَد ضَلَّ مَن تَحوي هَواهُ خَريدَةٌ
وَقَد ذَلَّ مَن تَقضي عَلَيهِ كَعابُ
وَلَكِنَّني وَالحَمدُ لِلَّهِ حازِمٌ
أَعِزُّ إِذا ذَلَّت لَهُنَّ رِقابُ
وَلا تَملِكُ الحَسناءُ قَلبِيَ كُلَّهُ
وَإِن شَمِلَتها رِقَّةٌ وَشَبابُ
وَأَجري فَلا أُعطي الهَوى فَضلَ مِقوَدي
وَأَهفو وَلا يَخفى عَلَيَّ صَوابُ
إِذا الخِلُّ لَم يَهجُركَ إِلّا مَلالَةً
فَلَيسَ لَهُ إِلّا الفِراقَ عِتابُ
كما قال أيضاً:
كَذاكَ الوِدادُ المَحضُ لايُرتَجى لَهُ
ثَوابٌ وَلا يُخشى عَلَيهِ عِقابُ
وَقَد كُنتُ أَخشى الهَجرَ وَالشَملُ جامِعٌ
وَفي كُلِّ يَومٍ لَفتَةٌ وَخِطابُ
فَكَيفَ وَفيما بَينَنا مُلكُ قَيصَرٍ
وَلِلبَحرِ حَولي زَخرَةٌ وَعُبابُ
أَمِن بَعدِ بَذلِ النَفسِ فيما تُريدُهُ
أُثابُ بِمُرِّ العَتبِ حينَ أُثابُ
فَلَيتَكَ تَحلو وَالحَياةُ مَريرَةٌ
وَلَيتَكَ تَرضى وَالأَنامُ غِضابُ
وَلَيتَ الَّذي بَيني وَبَينَكَ عامِرٌ
وَبَيني وَبَينَ العالَمينَ خَرابُ
ماذا تعرف عن أغراض أبو فراس الحمداني الشعرية؟
تعد الروميات عند أبو فراس الحمداني من أفضل الأشعار التي كتبها وهو في سجن الروم؛ لأنه تعبر الحنين والشوق وصدق العاطفة والرقة، ومن أهم الأغراض الشعرية التي كتب فيها أبو فراس الحمداني:
- الرثاء: أتخذ الرثاء عند أبو فراس الحمداني جانبًا مهمًا فكان معظم رثائه لأمه، قائلاً:
أيا أمَّ الأسيرِ سقاكِ غيثٌ
بكُرْهٍ مِنْكِ مَا لَقِيَ الأسِيرُ
- العتاب: كان العتاب عند أبو فراس الحمداني يصف معاناته وشوقه إلى وطنه فكانت معظم قصائده بالعتاب موجه إلى ابن عمه سيف الدولة الحمداني، قائلاً:
أيا عاتبًا لا أحمل الدهر عتبه
علي ولا عندي لأنْعُمه جحدُ