فشل الحملات الصليبية لاستعادة القسطنطينية

اقرأ في هذا المقال


مدينة القسطنطينية:

كانت تُسمَّى في القديم بيزنطة، وبعد ذلك جعلها الأمبرطور قسطنطين الأول عاصمة للأمبرطوريّة الرومانية في عام (335-395) وأصبح اسمها القسطنطينيّة نسبة للأمبرطور قسطنطين، وأصبحت عاصمة الدولة البيزنطية من (395 إلى 1453)  فتحها السلطان محمد الفاتح في (1410 و 1422)، وأطلق عليها إسلامبول أو الآستانة. وبعد الفتح العثماني أصبحت المدينة عاصمة الدولة العثمانية، وتمّ تغيير اسمها إلى إسطنبول عام (1930)، على يد مصطفى كمال أتاتورك

سقوط القسطنطينيّة


جاء سقوط القسطنطينيّة بمثابة صدمة قوية للبابويّة، التي أمرت بهجوم مضاد فوري على شكل حملة صليبيّة ضد العثمانين، فقد استجاب فيليب الخير دوق بورغوندي، لإستعادة القسطنطينيّة، ولكن بشرط أن يساعده ملك قوي، لكن لا أحد كان سيفعل ذلك، ثمّ طلب البابا بيوس الثاني حملة صليبيّة أخرى مرّة أخرى، لم يشهد أي من كبار قادة أوروبا في ذلك الوقت جهودًا كبيرة هذا أجبر البابا نفسه على قيادة الحملة الصليبيّة.

أدّت وفاته عام (1464) إلى تفكيك الحملة الصليبيّة في ميناء أنكونا كان للسقوط أيضًا العديد من الآثار في أوروبا كان تدفق العلم والثقافة من اليونانيّين إلى أوروبا من قبل أولئك الذين هربوا من العثمانيين عاملاً حاسمًا في تحفيز عصر النهضة الأوروبيّة.

أدّت المحاولات الفاشلة لهزيمة العثمانيين في نيكوبوليس وفارنا، وفقدان الأرض المقدسة (بدون بيزنطة الصليبيّين لا يمكن إعادتهم إلى الطريق) وعدم وجود حملة صليبيّة حقيقية إلى إعادة التفكير بالكثير من المُعتقدات الدينيّة، وعلق وقتها مارتن لوثر، إلى التأكيد بأنّ الأتراك كانوا عقاب الله على خطايا المسيحيين، يا له من أمر مخزٍ … لقد خدعنا البابا هذه المرة بالحرب ضد الأتراك، وأخذنا أموالنا، ودمرنا الكثير من المسيحيين وألحقنا الكثير من الأذى!

ومع ذلك، بحلول عام (1529)، بدأت أوروبا في الارتفاع لتهديد العثمانيّين كتب مارتن لوثر، وهو يغير آراءه، أن “آفة الله” يجب أنّ تُحارب بقوة كبيرة من قبل القادة العلمانيّين بدلاً من الحروب الصليبيّة التي بدأتها البابويّة.

مع سيطرة العثمانيّين على القسطنطينيّة، بحكم الواقع المُعترف به بسبب عدم تحرك أوروبا، استمر العثمانيّون بالمزيد من الفتوحات في أوروبا والشرق الأوسط، وامتد نفوذهم وقوتهم وازدادت رقعة دولتهم، ونشروا الإسلام.

وصلت قوتهم أخيرًا إلى ذروتها في منتصف القرن السابع عشر، ساعدهم على مضاعفة قوتهم وإثبات وجودهم الجيش الإنكشاري. كان الجيش العثماني مُحافظًا وقويًا للغاية، وكان من الصعب التعديل عليه، في الوقت الذي أصبحت فيه الجيوش الأوروبية أكثر حداثة وتحديثًا.

ونتيجة لذلك، أصبحت المحاولات الروسيّة والنمساويّة لاحتواء التهديد العثماني شكلاً رسميًا أكثر فأكثر حتى أصبح التفكك الرَّسمي للإمبراطوريّة بعد الحرب العالميّة الأولى.

المصدر: جيد ، جون ف.أ. (1994). أواخر البلقان في العصور الوسطى: مسح نقدي من أواخر القرن الثاني عشر إلى الفتح العثماني. مطبعة جامعة ميشيغان. ص 422-3. ردمك 978-0-472-08260-5.Seadeddin، Chronica dell 'origine e progresse della casa ottomana. فيينا ، 1649 ، ص. 101.أغوستون ، جابور (2011) ، "العثمانيون: من حدود الإمبراطورية إلى الإمبراطورية" ، في أولسن ، جون أندرياس.


شارك المقالة: