قصة قصيدة أما ورب السكون والحرك

اقرأ في هذا المقال


لم تطل مدة خلافة الخليفة العباسي محمد الأمين طويلًا، وذلك بسبب الخلافات بينه وبين أخيه المأمون، التي تسببت بمقتله، واليوم نقص عليكم كيف كانت نهاية الأمين.

من هي قائلة القصيدة؟

هي جارية من جواري الخليفة الأمين، عاشت في العصر العباسي، لم يرد ذكر اسمها في التاريخ.

قصة قصيدة أما ورب السكون والحرك

أما عن مناسبة قصيدة “أما ورب السكون والحرك” فيروى بأن رجلان يقال لهما خزيمة بن خازم ومحمد بن علي بن عيسى قاما بقطع جسر بغداد، ومن ثم قاما برفع رايتهما عليه، ومن ثم قاما بدعوة أهل بغداد إلى بيعة المأمون، والمساعدة على عزل المأمون عن الخلافة، وقام طاهر بن عيسى بالدخول إلى مدينة بغداد من جهتها الشرقية، وبدأ بقتال جنود الأمين، ونادى بين أهل بغداد بأنه من التزم بيته فله الأمان، وقامت قواته بالإحاطة بمدينة أبي جعفر المنصور، والخلد وقصر زبيدة، وقام بنصب المجانيق حول المدينة.

فما كان من الخليفة إلا أن يخرج ومعه أمه وابنه إلى مدينة أبي جعفر المنصور، وبينما كان في طريقه إلى هنالك بدأ جنوده بالتشتت عنه، حتى وصل إلى القصر، ودخله، ولكن جيش عيسى أخذ يرمي القصر بالمجانق، وحوصر الخليفة حصارًا شديدًا، ومع كل ما كان الخليفة به من شدة وضيق، ومعرفته بأن هلاكه قد اقترب، فقد خرج في ليلة من الليالي إلى شاطئ نهر دجلة، وكانت تلك الليلة ليلة مضيئة بضوء القمر، وأمر بالنبيذ، وأمر بجارية ذات صوت حسن، وعندما أتته، أمرها أن تنشده، ولكنها لم تنشد سوى الشعر الذي يتحدث عن الفراق، وذكر الموت، وهو يأمرها بان تنشده غيره، حتى أنشدته قائلة:

أما وربِّ السكون والحرك
إن المنايا كثيرة الشرك

تقسم الشاعرة في هذا البيت بالله تعالى بأن آجال البشر كثيرة الشرك.

ما اختلف الليل والنهار ولا
دارت نجوم السماء في الفلك

إلا لنقل السلطان من ملك
قد انقضى ملكه إلى ملك

وملك ذي العرش دائم أبدا
ليس بفان ولا بمشترك

فسبها، وأمرها أن تنصرف من عنده، وبينما هي منصرفة تعثرت في كأس كانت له، فكسرتها، فتطير الخليفة من ذلك، وعندما انصرفت سمع أحدهم يقرأ آية، ويقول: {قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ}، فقال لجليس من جلسائه: ويحك، ألا تسمع، فحاول الرجل أن يستمع، ولكنه لم يسمع شيئًا، ولم يكن بعد ذلك سوى ليلة أو ليلتان حتى قتل الخليفة.

الخلاصة من قصة القصيدة: بعد أن ضيق طاهر بن عيسى على الخليفة الأمين، خرج في ليلة إلى شاطئ نهر دجلة، وأمر بجارية تنشده شعرًا، فأنشدته شعرًا يتحدث عن الموت والفراق، ومن ثم سمع أحدهم يقرأ آية من القرآن، ومات بعد ذلك بليلتين.

المصدر: كتاب "الفرج بعد الشدة" تأليف التنوخي كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثيركتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: