نروي لكم اليوم خبر الخيل، وخبر تحولها من وحوش إلى حيوانات أليفة، وخبر أول من ركبها، وأول من سرجها، وأول من لجمها وأنعلها.
قصة قصيدة أمرت بإيتاء اللجام فأبدعت
أما عن مناسبة قصيدة “أمرت بإيتاء اللجام فأبدعت” فيروى بأن الخيل كانت قديمًا وحش كباقي الوحوش، وعندنا أذن الله عز وجل لإبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل بأن يرفعا قواعد بيت الله الحرام قال لهما: إني معطيكما كنز ادخرته لكما، ومن ثم أوحى إلى إسماعيل أن يخرج ويدعو أن يأتيه ذلك الكنز، فخرج إسماعيل وهو لا يعلم ما هو الكنز ولا يدري بما يدعو، حتى وصل إلى جبل في مكة المكرمة يقال له أجياد، وعندما وصل إلى ذلك الجبل ألهمه الله تعالى الدعاء، فنادى أن يا خيل الله أجيبي، فلم يبق خيلًا في أرض العرب إلا وأجابته ومكنته من نواصيها، وذللت له، ومن ثم قال: فاركبوها واعتقدوها فإنها ميامين، وإنها ميراث أبيكم إسماعيل.
ويروى بأن أول شخص سخر الخيل وركبها هو ملك من ملوك الفرس يقال له طهمورث، وأن أول من وضع عليها السروج هو ملك من ملوك الفرس يقال له أفريدون بن أسفنان، وأن أول من وضع عليها اللجام وأنعلها بالحديد من العرب هو أرحب الهمداني، وفي خبر ذلك أنشد بلالة بن أرحب قائلًا:
أمرت بإيتاء اللجام فأبدعت
وأنعلت خيلي في المسير حديدا
يقول الشاعر بلالة بن أرحب فخورًا بأنه أمر بأن يأتي بلجام الخيل، وأتى به ووضعه عليه، فأبدع في ذلك، كما أنه وضع على أقدام الخيل نعلًا من حديد.
وأرحب جدي كان أحدث قبلنا
ولو نطقت كانت بذاك شهودا
والعرب يركبون الخيل بالرحالة، بالإضافة إلى العديد من الأمور التي يستخدموها فيها.