قصة قصيدة أمسى التراب لمن هويت مبيتا

اقرأ في هذا المقال


كانت الجواري في العصور السابقة يحببن من يملكهن، وكن يتعلقن بهم تعلقًا شديدًا، والقصص والروايات في هذا كثيرة، ومنها قصتنا لهذا اليوم عن جارية من جواري محمد بن سليمان العباسي.

من هي قائلة القصيدة؟

هي إحدى جواري العصر العباسي، كانت مملوكة لأحد أغنياء الدولة العباسية يقال له محمد بن سليمان، لم يذكرها التاريخ بسبب قلة شعرها وتأثيرها في الدولة العباسية.

قصة قصيدة أمسى التراب لمن هويت مبيتا

أما عن مناسبة قصيدة “أمسى التراب لمن هويت مبيتا” فيروى بأن محمد بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس كان من فرسان قريش الشجعان، وكان من كبارهم أيضًا، وكان الخليفة أبو جعفر المنصور قد جمع له بين البصرة والكوفة، ومن بعد أن توفي أبو جعفر المنصور قام الخليفة المهدي بتزويجه من ابنته، وكان محمد بن سليمان يملك الكثير من الأموال، ويروى بأنه كان يجني في اليوم مائة ألف درهم، ويروى بأنه كان يملك خاتم من ياقوت أحمر لم ير مثله قط، وقد وفد محمد بن سليمان إلى الخليفة هارون الرشيد، ودخل إليه وبارك له بالخلافة، فقام الخليفة بإكرامه وتقريبه منه، وزاد في نفوذه مقدارًا كبيرًا، وعندما خرج من بغداد خرج معه هارون الرشيد حتى أوصله إلى مكان يقال له كلواذا.

توفي محمد بن سليمان في عام مائة واثنان وسبعين للهجرة، وبعد أن دفن خرجت إحدى جواريه من قصرة، حتى وقفت على قبره، وأخذت تنشد والدموع تملأ عينيها قائلة:

أمسى التراب لمن هويت مبيتا
القَ التراب فقل له حييتا

تبكي الشاعرة محمد بن سليمان، وتقول بأن التراب قد أصبح له فراشًا، وتطلب من التراب أن يقول له بأنه حي في قلبها.

إنا نحبك يا تراب وما بنا
إلا كرامة من عليه حثيتا

وبعد أن توفي محمد بن سليمان، أمر الخليفة هارون الرشيد أن يخرجوا إلى منزله، ويحضروا ما يجدون فيه من مال، فخرجوا ووجدوا عنده من الذهب ثلاثة آلاف ألف دينار، ومن المال ستة آلاف ألف، وكان ذلك غير ما كان يملك.

الخلاصة من قصة القصيدة: كان محمد بن سليمان رجلًا من كبار رجال قريش، وكان من أغنياء الدولة العباسية، فكان يملك من المال قل من يملكه في ذلك الزمان، وعندما توفي وجد في منزله ما يزيد عن الستة آلاف ألف دينار من ذهب ومال.

المصدر: كتاب "شرح نهج البلاغة" تأليف ابن أبي الحديد كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: