قصة قصيدة أمن آل شعثاء الحمول البواكر
للعرب أيامٌ مشهورة ووراء كل يوم من هذه الأيام قصص وحكايات، ومن هذه الأيام يوم شعب جبله، وفي هذا اليوم حصلة العديد من الأحداث نختص منها حدثًا يقص قصة هذه القصيدة التي قالها معقر البارقي.
أمّا عن مناسبة قصيدة “أمن آل شعثاء الحمول البواكر” فيروى بأنه كان رجل يقال له معقر بن أوس بن حمار البارقي في يوم شعب جبلة على حصان له، فلحق به رجل يقال له سنان بن أبي حارثة المري، وتمكن معقر من أسر سنان، ومن بعد ذلك بمدة من الزمان فك أسره، على الرغم من أنه أراد قتله، ولكن قومه نصحوه بأن يطلق سراحه، على أن يكون هو كفيل نفسه، وقالوا له: أطلق سراحه، فإنه سيد من أسياد قومه، ومن مثله لا يكذب، فأطلق سراحه، وبعد ذلك بعث إليه يطلب منه المال الذي كفل فيه نفسه، ولكنه لم يرد عليه، ولم يبعث له بشيء، فأنشد المعقر يهجوه قائلًا:
متى تلك في ذبيان منك صنيعة
فلا تحمدنها الدهر بعد سنان
يظل يمنينا بحسن ثوابه
لكم مائة يحدو بها فرسان
مخاض أؤديها وجل لقائح
وأكرم مثوى منكم من اتاني
فجئناه للنعمى فكان ثوابه
رغوث ووطيا حازر مذقان
وظل ثلاثا يسأل الحي ما يرى
يؤامرهم فينا له أملان
فإن كنت هذا الدهر لا بد شاكراً
فلا تثقن بالشكر في غطفان
وقال معقر بن اوس بن حمار البارقي في وصف يوم شعب جبلة:
أَمن آلِ شَعثاءَ الحُمولُ البَواكِرُ
مَع الصُبحِ قَد زالَت بِهِنَّ الأَباعِرُ
يقول الشاعر في هذا البيت بأن نساء آل شعثاء قد طلع عليهن الصبح وأزواجهن قد خرجوا إلى الحرب
وفيها قال:
يَنوءُ وَكَفّا زَهدَمٍ من وَرائِهِ
وَقَد عَلِقَت ما بَينَهُنَّ الأَظافِرُ
وَباتوا لَنا ضَيفاً وَبِتنا بنعمةٍ
لَنا مُسمِعاتٌ بالدفوفِ وَسامِرُ
فَلَم نقرهم شَيئاً وَلكنَّ قَصرَهُم
صَبوحٌ لَدَينا مَطلعَ الشَمسِ حازِرُ
فَباكَرهُم قَبلَ الشُروفِ كَتائِبٌ
كأَركانِ سَلمى سَيرُها مُتواتِرُ
من الضاربينَ الكَبشَ يَبرُقُ بَيضُه
إِذا غَصَّ بالريقِ القَليلِ الحَناجِرُ
وَظَنَّ سَراةُ الحَيِّ إِن لَن يُقَتَّلوا
إِذا دُعيَت بالسَفحِ عَبسٌ وَعامِرُ
كَأَنَّ نَعامَ الدوِّ باضَ عليهمِ
وَأعيُنُهم تَحتَ الحَبيكِ جَواحِرُ
ضَرَبنا حَبيكَ البَيضِ في غَمرِ لُجَّةٍ
فَلَم يَنجُ في الناجينَ منهم مُفاخِرُ
وَلَم يَنجُ إِلّا أَن يَكونَ طِمرَّةٌ
نوايلُ أَو نَهدٌ مُلِحٌّ مُثابِرُ
نبذة عن معقر البارقي
هو عمرو بن سفيان البارقي، المعروف بمعقر بن أوس، وهو شاعر من قبيلة بارق أحد شعراء العصر الجاهلي.