قصة قصيدة أنابغ لم تنبغ ولم تك أولا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أنابغ لم تنبغ ولم تك أولا

أمّا عن مناسبة قصيدة “أنابغ لم تنبغ ولم تك أولا” فيروى بأنّه قد كان الشاعر النابغة الجعدي يهاجي العديد من الشعراء، وكان من بين من يهاجيهم رجل يقال له سوار بن أوفى القشيري، وسوار هو زوج ليلى الأخيلية، فاعترضت بينهما ليلى وقامت بهجاء النابغة الجعدي، فلم يرق ذلك النابغة الجعدي، وقام بهجائها هو الآخر، فأصبح كل منهما يهجو الآخر، حتى هجاها النابغة بقصيدة قال فيها:

أَلا حَيِّيَا لَيلى وَقُولا لَها هَلا
فَقَد رَكِبَت أَمراً أَغَرَّ محجَّلا

دَعِي عَنكِ تَهجاءَ الرِجالِ وَأَقِبِلي
عَلى أَذلَغيِّ يَملأُ استَكِ فَيشلاَ

بُرَيذِيَنةٌ بَلَّ البَراذِينَ ثَفرُها
وَقَد شَرِبَت مِن آخِرِ اللّيلِ أُيَّلا

وَقَد أَكَلَت بَقلاً وَخِيماً نَباتُهُ
وَقَد نَكَحَت شَرَّ الأَخايِلِ أَخيَلا

وَكَيفَ أُهاجِي شاعِراً رُمحُهُ اُستُهُ
خَضِيبَ البَنانِ لا يَزالُ مُكَحَّلا

فَلاَ تَحسَبِي جَريَ الرِهانِ تَرَقُّشاً
وَرَيطاً وإِعطاءَ الحَقِينِ مُجَلَّلا

وعندما وصلت القصيدة إلى ليلى الأخيلية، قررت أن تهجوه بقصيدة هي الأخرى، فكتبت فيه قصيدة، فاقت قصيدته، وقالت فيها:

أَنابغَ لَمْ تَنْبَغْ ولَمْ تَكُ أَوّلا
وكُنْتَ صُنيّاً بَيْنَ صُدَّيْنِ مَجْهَلا

أَنابغَ إنْ تَنْبَغْ بلُؤْمِكَ لا تَجِدْ
لِلُؤْمِكَ إِلاّ وَسْطَ جَعْدَةَ مَجْعَلا

أعَيَّرْتَني داءً بأمّك مِثْلُهُ
وأيُّ جَوادٍ لا يُقالُ لَهُ هلا

ومَا كُنتُ لو قاذفتُ جُلَّ عَشيرتي
لأذْكُرَ قَعْبَي حازِرٍ قَدْ تَثَمَّلا

أَتانِي مِنَ الأنْباءِ أنّ عَشيرَةً
بشَورانَ يَزْجُونَ المطيَّ المُنَعَّلا

يَرُوحُ ويَغْدُو وَفْدُهُمْ بصحِيفَةٍ
لِيَسْتَجْلِدُوا لي ساءَ ذلك مَعْمَلا

على غَيْرِ جُرْمٍ غيرَ أنْ قُلْتُ عمّهم
يَعِيشُ أبوهم في ذُراهُ مغفَّلا

وأعْمى أتاهُ بالحجازِ نَثاهُمُ
وكانَ بأطرافِ الجِبالِ فأسْهَلا

فَجاءَ به أَصْحابُهُ يحملُونَهُ
إلى خَيْرِ حيٍّ آخَرينَ وأَوَّلا

إذا صَدَرَتْ وُرَّادُهم عَنْ حِياضِهِمْ
تُغادِرُ نَهْباً للزكاةِ مُعقَّلا

فغلبته، ولهذا أصبح النابغة الجعدي يعتبر من المغلبين.

نبذة عن ليلى الأخيلية

هي ليلى بنت عبد الله بن الرحال بن شداد بن كعب الأخيلية من بني عقيل من عامر بن صعصعة، وهي من قبيلة هوازن، ولدت في نجد، في الجزيرة العربية، وهي شاعرة عربية اشتهرت بشدة جمالها، وكانت صاحبة شخصية قوية، فصيحة، وقد عاصرت كلًا من صدر الإسلام، والعصر الأموي.

اشتهرت ليلى الأخيلية بسبب الحب المتبادل بينها وبين توبة بن حمير.


شارك المقالة: