قصة قصيدة أنا الملك المتوج ذو العطايا
أمّا عن مناسبة قصيدة “أنا الملك المتوج ذو العطايا” فيروى بأن حمير قد تسلم ملك اليمن، وبقي الحكم يتناقل بين أبناءه وأبناء أبناءه حتى وصل إلى ملك يقال له الحارث الرائش، وكان هذا الملك شديد الاهتمام بالمحافظة على مملكة وسد كافة الثغور التي من الممكن أن تزحزح أمنها، واشتهر هذا الملك بكونه محدثًا، أي أنه يتحدث عن الأمور التي سوف تحدث في المستقبل، وما سيحصل من حوادث قبل أن تحصل، فيأتي الأمر مصدقًا لما قال، وله العديد من القصائد في هذا الشأن، ومن هذه القصائد القصيدة التي قال فيها:
أنا الملك المتوج ذو العطايا
جلبت الخيل من أوطان سام
لأغزو أعبدا جهلوا مكاني
سلالة يافث وقبيل حام
بني قحطان فانتجعوا وسيروا
وحجوا البيت في البلد الحرام
بإذن الله حجوا فهو بيت
توارثه الهُمامُ عن الهمام
وكونوا مثل ملطاط بن عمرو
وذي إنس الغطارفة الكرام
فنحن الأغلبون إذا بطشنا
ونحن المتقون لكل ذام
وإنا يوم نغضبُ أو نسامي
تكاد الأرض ترجف بالأنام
وإن نرضى تقر بمن عليها
و يشرق وجهها بعد الظلام
وفينا الملك والأملاك حقاً
و نحن الأكرمون بنو الكرام
أبونا يعرب وسبا أبونا
ونفخر من يفاخر أو يسامي
فان أهلك فقد أثّلت ملكاً
لكم يبقى إلى زمن التّهامي
وبالفعل حصل كما قال، فبقي ملوك قحطان يحكمون اليمن حتى جاء الإسلام، ويقصد هنا التهامي الرسول صل الله عليه وسلم.
ويملك بعدنا منّا ملوك
بنو عزّ كعالية الغمام
وبالفعل حصل ذلك فقد حكم من بعده ملوك ملكوا اليمن وقبل ظهور الحبشة.
ويخاف بعدهم منّا ملوك
يدينون العباد بغير ذام
وتنتشر الأساود بعد هذا
عقاب الله في الآثام
وبالفعل حصل كما قال، فقد انتشر أهل الحبشة في اليمن، واستلم الحكم ملوك الحبشة لمدة اثنان وسبعون عامًا، تداول في هذه الفترة أربعة ملوك منهم، وهم أرباط ومن بعده أبرهة، ومن بعده يكسوم، ثم مسروقًا.
ويملك بعدهم رجل عظيم
نبيّ لا يرخّص في الحرام
يفارق أهله وله كتاب
يوافق خطه رجع الكلام
يسمى أحمدا يا ليت أني
أُؤخّرُ بعد مخرجه بعام
وبالفعل حصل كما قال، فقد ظهر الرسول صل الله عليه وسلم، وهاجر من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وأقام فيها
ويملك بعده خلفاء برّ
ويملك بعدهم أولاد عام
ويظهر راية المنصور فيهم
على خاء إذا نطقوا
ويملك بعده رجل نجيل
على آبائه أزكى السلام
نبذة عن الحارث الرائش
هو الحارث الرائش بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس، أحد ملوك حمير في اليمن.
