قصة قصيدة أنمي فأعقل في ضبيس معقلا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أنمي فأعقل في ضبيس معقلا

أمّا عن مناسبة قصيدة “أنمي فأعقل في ضبيس معقلا” فيروى بأن عبيد وهو أبو وجزة السعدي عبدًا، ويروى بأنه قد تم بيعه في سوق يقال له سوق ذي المجاز، وقام بشرائه رجل يقال له وهيب بن خالد بن عامر من قوم سعد بن بكر بن هوازن، وبقي عنده عبيد فترة من الزمن، وكان يرعى له إبله، وفي يوم من الأيام قام عبيد بضرب إحدى إبل وهيب بن خالد، فنزل منها دم، وعندما وصل الخبر إلى وهيب قام بضربه على وجهه.

فخرج عبيد من بيت مولاه، وتوجه إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، ودخل عليه، وقال له: يا أمير المؤمنين، إني رجل من بني سليم، وفي الجاهلية أصابني السباء، وإني معروف النسب، وقام بشرائي رجل من بني سعد، واليوم قام بضربي، وإني أعلم بأنه لا سباء في الإسلام، وبأن لا يجوز لعربي بأن يأخذ عربيًا آخرًا عبدًا، ولم يكد ينهي كلامه، حتى دخل مولاه، فقال للخليفة: يا أمير المؤمنين، إنه غلام قد اشتريته من سوق ذي المجاز، وجعلته يرعى إبلي، فأخطأ وقمت بضربه ضربة خفيفة، وإن الرجل يضرب ابنه ضربة أقوى منها، وإني أشهدك يا أمير المؤمنين بأني قد عتقته لوجه الله تعالى، فقال الخليفة لعبيد: لقد من عليك، فإن أردت ابق عنده، وإن أردت فاخر لقومك.

فاختار عبيد أن يبقى عنده، فأقام عبيد عنده، وانتسب إلى بني سعد، وتزوج من امرأة يقال لها زينب بنت عرفطة، وولدت له ابنان، أحدهما أبو وجزة، وبعد أن كبر ابناه، وعرفا بخبر هذه القصة، طلبا منه أن ينتسب إلى قومه، ولكنه رفض خوفًا من أن يعيروه، فقال أبو وجزة في ذلك:

أَنمي فَأَعقِلُ في ضَبيسٍ مَعقِلاً
ضَخماً مَناكِبُهُ عَظيمُ الهادي

وَالعقد في مَلّانَ غَيرُ مُزلّجٍ
بِقوىً متيناتِ الحِبالِ شِدادِ

وَأَرى كَريمَكَ لا كَريمَة دونَه
وَأَرى بِلادَك مَنقَعاً لِجَوادي

قَشَمت فَجرَّ بِرِجلِها أَصحابُها
وَحَشوا عَلى حَفصٍ لَها وَعِمادِ

يَئِسَ القِصارُ فَلَسنَ مِن نِسوانِها
وَمماشِهِنَّ لَها مِنَ الحُسّادِ

نبذة عن أبي وجزة السعدي

هو يزيد بن أبي عبيد السلمي السعدي، نشأ في بني سعد، فانتسب إليهم، شاعر من شعراء التابعين، سكن في المدينة المنورة.


شارك المقالة: