نروي لكم اليوم خبر مصعب بن الزبير مع زوجة المختار الثقفي عندما رفضت أن تتبرأ من زوجها.
قصة قصيدة أن من أكبر الكبائر عندي
أما عن مناسبة قصيدة “أن من أكبر الكبائر عندي” لعمر بن أبي ربيعة فيروى بأن مصعب بن الزبير بعد أن قتل المختار الثقفي قام بتتبع من كانوا موالين له في الكوفة، وقتل منهم ما يزيد عن السبعة آلاف رجل، ومن ثم بعث إلى أزواج المختار، وأمرهن أن يتبرأن منه، ففعلن جميعهن سوى اثنتان رفضتا أن يتبرأن منه، وهما أم ثابت بنت سمرة بن جندب الفزاري، وعمرة ابنة النعمان بن البشير الأنصاري، وقالتا له: كيف نفعل ذلك برجل يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ويصوم نهاره ويقوم ليله.
فبعث مصعب بن الزبير بكتاب إلى أخيه عبد الله يخبره فيه بخبرهما، فبعث له عبد الله بأن يقوم بقتلهما إن لم تتبرآن منه، وعندما وصل كتاب عبد الله إليه عرضهما على السيف، فعدلت ابنة سمرة عن ذلك ولعنت المختار، ولكن ابنة النعمان بن البشير أصرت على قرارها، وقالت له: أأرزق شهادة وأتركها؟، فما هي سوى موتة ومن بعدها الجنة، اللهم اشهد أني متبعة نبيك وابن ابنته، فأمر المصعب بأن تخرج إلى ما بين الحيرة والكوفة، وقتلت هنالك، وفي مقتلها أنشد عمر بن أبي ربيعة القرشي قائلًا:
أَنَّ مِن أَكَبرِ الكَبائِرِ عِندي
قَتلَ بَيضاءَ حُرَّةٍ عُطبولِ
يقول الشاعر عمر بن أبي ربيعة في هذا البيت بأن واحدة من أكبر الكبائر بالنسبة إليه أن يقوم رجل بقتل امرأة حرة فتية وجميلة وبيضاء.
قُتِلَت باطِلاً عَلى غَيرِ ذَنبٍ
إِنَّ لِلَّهِ دَرَّها مِن قَتيلِ
كُتِبَ القَتلُ وَالقِتالُ عَلَينا
وَعَلى الغانِياتِ جَرُّ الذُيولِ