قصة قصيدة أوقد فإن الليل ليل قر
أمّا عن مناسبة قصيدة “أوقد فإن الليل ليل قر” فيروى بأن أكرم العرب في العصر الجاهلي كانوا ثلاثة من الرجال وهم: حاتم بن عبد الله بن سعد الطائي، وهرم بن سنان المري، وكعب بن مامة الإيادي، ولكن الذي ضرب فيه المثل في جوده وكرمه منهم هو حاتم الطائي فقط، فقد كان معروفًا بسخائه على جميع الناس، وعطاءه لمن كان محتاجًا، وكرمه على الغريب أكثر من القريب، وكان أتاه ضيف يسعد به، ويقدم له كل ما يستطيع.
وفي يوم من الأيام كان حاتم الطائي في ديار بني عنزة، وكان عندهم أسير، فمر حاتم من جانب الأسير، وعدما رأى الأسير حاتم استغاث به، وطلب منه أن يحرره من أسره، ولكن حاتم لم يكن يملك أي نقود في وقتها، وعلى الرغم من ذلك قام بشراء الأسير من القوم، وأقام مكانه في الأسر حتى تم دفع فداءه.
وقد كان حاتم الطائي يأمر غلامًا من غلمانه يقال له يسار بأن يقوم بإشعال النار على واحد من الجبال العالية القريبة من بيته لكي يتمكن من رؤيتها أي رجل سائر في الصحراء، ويهتدي بها إلى بيت حاتم، فيقوم بإدخاله إلى بيته وإطعامه وإكرامه، وبسبب هذا كان يقول لغلامه إذا أظلمت في واحدة من ليالي الشتاء الباردة:
أَوقِد فَإِنَّ اللَيلَ لَيلٌ قَرُّ
وَالريحَ يا موقِدُ ريحٌ صِرُّ
عَسى يَرى نارَكَ مَن يَمُرُّ
إِن جَلَبَت ضَيفاً فَأَنتَ حُرُّ
وكان ما فعله غاية في البذل والأريحية والسماحة والندى، ولهذا دخل حاتم الطائي المجد من أوسع أبوابه.
نبذة عن حاتم الطائي
هو حاتم بن عبد الله بن سعد بن آل فاضل بن امرئ القيس بن عدي بن أخزم بن أبي أخزم هزومة بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيء الطائي، ولد في جبال طيء في منطقة حائل في نجد، وهو أمير قبيلة طيء، وشاعر من شعراء العصر الجاهلي، اشتهر بكرمه وجوده وأشعاره.
توفي حاتم الطائي في عام ستة وأربعون قبل الهجرة في جبال طيء.