قصة قصيدة أولو بصائر عن قول الخنا خرس 

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أولو بصائر عن قول الخنا خرس

أما عن مناسبة قصيدة “أولو بصائر عن قول الخنا خرس” فيروى بأن معاوية بن أبي سفيان وضع أخيه عتبة واليًا على الجند في مصر، بعد أن عزل عمرو بن العاص عنها، فقام عتبة باستخلاف ابن أخي أبي الأعور السلمي على مصر، وعندما دخلها لم يقبل به أهل مصر، فبعث إلى عتبة بكتاب، وأخبره بخبر ما حصل معه، وعندما وصل الكتاب إلى عتبة وقرأ ما فيه، خرج وتوجه إلى هنالك، وعندما وصل توجه إلى المسجد، ودخله، وصعد على المنبر، وبعد أن حمد الله، قال: يا أهل مصر، لقد كنتم تتعذرون بأنا نمنع عنكم، ونجور عليكم، وقد وليت عليكم من يقول: نفعل ونفعل، فإن سهلتم عليه حكمه فإن أمركم بيده، وإن جعلتم حكمه صعبًا فإن أمركم بسيفه، وإن البيعة شائعة، فلنا منكم السمع، ولكم منا العدل، ومن يغدر منا بالآخر فليس له ذمة عند صاحبه، فأخذ الحاضرون يقولون: سمعًا وطاعة، فقال: عدلًا عدلًا، ومن ثم نزل من على المنبر.

وفي يوم من الأيام ورد كتاب من معاوية إلى أخيه عتبة وهو وال على مصر، وكتب له فيه: يوجد عندك جماعة يطعنون في السلف، ويعيبون على الخليفة، فإن وصلك كتابي، وقرأت ما فيه فأحسن تقويمهم، وخذ على أيديهم، وعندما وصل الكتاب إلى عتبة وقرأ ما فيه، صعد إلى المنبر، وبعد أن حمد الله، قال: يا أهل مصر، لقد أصبح مدح الحق خفيفًا على ألسنتكم، ولم تعودوا تأتونه، وذم الباطل، وأنتم تأتونه، وأصبحتم كمثل الحمار وهو يحمل أسفارًا، فإن حمله ثقيل، ولا ينفعه نقلها شيئًا، فعليكم أن تلزموا ما أمر به الله تعالى لنا، ولكم منا ما فرض الله تعالى علينا، وإياكم وقال ويقول، ومن ثم نزل من على المنبر.

وفي يوم من الأيام مر عتبة على أحد أبنائه، وكان عنده في المجلس رجلًا يسب رجلًا آخرًا، فقال عتبة لابنه: يا بني، نزه نفسك عن الاستماع للخنا، ونزه لسانك عن الكلام به، فإن من يستمع هو شريك لمن يقول، ولو أن كلمة جاهل ردت في فمه، لسعد فيها رادها كما شقي بها قائلها، وقد أنشد عبد الله بن مبارك في خبر ذلك قائلًا:

أولو بصائر عن قول الخنا خرس
لا يرفعون إلى الفحشاء أبصارا

نبذة عن عبد الله بن مبارك

هو عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي التميمي، وهو عالم وإمام مجاهد مجتهد في شتى العلوم الدينية والدنيوية.


شارك المقالة: