قصة قصيدة أيا ريح الشمال أما تريني:
أمّا عن مناسبة قصيدة “أيا ريح الشمال أما تريني” فيروى بأن جميل بن معمر كان يحب بثينة حبًا شديدًا، حتى عندما قام أهلها بتزويجها من غيره، بقي على هذا الحب، ولم يثنه زواجها من غيره من أن يلقاها سرًا من دون علم زوجها، وعندما علم زوجها بأمر لقائها مع جميل، توجه إلى أهلها وشكاها إليهم، فتوقف جميل عن لقائها لفترة، ولكنّه وبعد فترة، وبعد أن ازداد اشتياقه لها، عاد لرؤيتها، فعادت لقاءاتهما كما كانت في السابق، لا وبل أكثر، فقد كان يمضي معها الليالي، وعندما يأتي الصباح، تقوم له بثينة وترجوه على أن ينصرف، ولكنه لا يقبل، ويعتز بسيفه وسهامه، ولكن وبعد أن تبقى ملحة عليه لكي يغادر، يقبل ويغادر.
وفي يوم من الأيام أراد أحد أصدقائه أن ينسيه حب بثينة، فأخذه وجعله يقابل سبع فتيات، كنّ في غاية الجمال، وكانت كل واحدة منهن تحاول أن تجعله يقع في حبها، ولكنه صد عنهن جميعًا، ولم يقبل باي منهنّ، وأخذ ينشد قائلًا:
أَيا ريحَ الشَمالِ أَما تَرَيني
أَهيمُ وَإِنَّني بادي النُحولِ
هَبي لي نَسمَةً مِن ريحِ بَثنٍ
وَمُنّي بِالهُبوبِ عَلى جَميلِ
وَقولي يا بُثَينَةُ حَسبَ نَفسي
قَليلُكِ أَو أَقَلُّ مِنَ القَليلِ
وفي يوم قام أهل بثينة بالذهاب إلى الخليفة، وشكوا جميل بن معمر له، فاستدعى الخليفة بثينة لكي يسألها، ولكنّها أنكرت ما قال أهلها، وعندا تأكد الخليفة من كذبها، أمر بأن يهدر دم جميل، وعندما وصل خبر ذلك إلى جميل فرّ هاربًا إلى اليمن، وبعد فترة عاد إلى الديار، ولكنه وجد بأن اهل بثينة قد رحلوا إلى الشام، فغادر الديار وتوجه إلى الشام، وأصبح يلاقيها هنالك، وبقي على هذه الحال فترة، ولكنه في النهاية يأس من حبها، وغادر الشام، وتوجه إلى مصر، وبقي في مصر يبكي حبيبته بثينة، ويقول الأشعار فيها حتى توفي هنالك.
نبذة عن جميل بن معمر:
هو جميل بن عبد الله بن معمر العذري القضاعي، كان يلقب بجميل بثينة، وهو أحد عشاق العرب المشهورين، توفي عام اثنان وثمانون للهجرة في مصر.