قصة قصيدة أيا لهفي ويا حزني جميعا

اقرأ في هذا المقال


نقص عليكم اليوم ما حصل من قتال بين الحجاج بن يوسف الثقفي وبين ابن الأشعث.

من هو أبو جلدة اليشكري؟

أبو جلدة بين عبيد الله اليشكري، شاعر من شعراء العصر الأموي، من أهل الكوفة.

قصة قصيدة أيا لهفي ويا حزني جميعا

أما عن مناسبة قصيدة “أيا لهفي ويا حزني جميعا” فيروى بأن ابن الأشعث ومن معه اجتمعوا لقتال الحجاج، فكان الحجاج في منطقة يقال لها دير قرة، وكان الأشعث ومن معه في منطقة يقال لها دير الجماجم، وكان يحصل بين الجهتين في كل يوم واقعة، وفي معظم الأيام كان الانتصار للعراقيين عل الشاميين، وأهل العراق هم ابن الأشعث وجماعته، وجماعة الشام هم الحجاج ومن معه، حتى أنه يروى بأن أهل العراق قد انتصروا على أهل الشام بضعًا وثمانين مرة، وعلى الرغم من ذلك فقد كان الحجاج ثابتًا في مكانه صابرًا، بل إنه كان إن ظفر بالانتصار في أي من تلك الوقائع تقدم بجيشه نحو جيش ابن الأشعث.

وبقي الحال على ما هو عليه حتى أمر الحجاج في يوم جيشه بالتقدم صوب كتيبة القراء، وقاتلهم فصبر القراء على تلك الحملة، ومن ثم أمر الحجاج الرماة أن يمطروا عليهم نبالهم، واستمر على هذا حتى قتل منهم عددًا كبيرًا، ومن ثم سار باتجاه ابن الأشعث ومن معه، وهزمهم، ففر ابن الأشعث ومعه عدد قليل من المقاتلين، فتبعه الحجاج لعله يظفر به قتيلًا أو أسيرًا، فما زال ابن الأشعث يخترق الأقاليم وهم في أثره حت وصل إلى كرمان، فلحقه أهل الشام إلى هنالك، ودخلوا إلى قصر هنالك كان لأهل العراق، فوجدوا به كتاب من أهل الكوفة، كتب فيه أهل الكوفة أبياتًا من الشعر لأبي جلدة اليشكري، قال فيها:

أيا لهفي ويا حُزني جميعاً
ويا غمَّ الفؤادِ لما لقينا

تركنا الدين والدنيا جميعاً
وخلّينا الحلائل والبنينا

يعاتب الشاعر في هذه الأبيات نفسه وأهل العراق وأهل الشام لأنهم تركوا دينهم وتركوا أهلهم ورائهم وانشغلوا بالقتال.

فما كنّا أناساً أهل دينٍ
فنصبر للبلاء إذا بُلينا

ولا كُنّا أناساً أهل دنيا
فنمنعها وإن لم نرجُ دنيا

تركنا دُورنا لطغام عكٍّ
وانباط القرى والاشعرينا

ومن ثم دخل ابن الأشعث بلاد الأتراك هو ومن معه، فأنزله ملكهم عنده، وأكرمه وأمنه وعظمه.

الخلاصة من قصة القصيدة: تقاتل أهل الشام وعلى رأسهم الحجاج مع أهل العراق وعلى رأسهم ابن الأشعث، وتمكن الحجاج من الانتصار على أهل العراق، ففر ابن الأشعث، وتبعه جيش الحجاج، واستروا باللحاق به حت فر إلى بلاد الأتراك.


شارك المقالة: