قصة قصيدة أيا واحد العصر ما بلدة

اقرأ في هذا المقال


التسرع في الحكم على الأشخاص من دون معرفة هو عادة قبيحة، وكثيرًا ما توقع من يفعلها في مواقف لا يحسدون عليها، ومن ذلك ما حصل مع شاعر من أهل بلنسية ادعى المعرفة، واتهم شخصًا بالجهل، واتضح بأنه هو من كان على خطأ.

من هو الشيخ بدر الدين الدماميني؟

هو محمد بن أبي بكر بن عمر بن أبي بكر بن محمد بن سليمان بن جعفر، شاعر وأديب مصري، ولد في مدينة الإسكندرية في مصر.

قصة قصيدة أيا واحد العصر ما بلدة

أما عن مناسبة قصيدة “أيا واحد العصر ما بلدة” فيروى بأن شابًا ذكيًا دخل في يوم من الأيام إلى أحد مجالس العلم، حيث كان علماء اللغة والأدب والشعر يتناقشون حول التصحيف، وجلس معهم الشاب، فسأل أحدهم عن تصحيف نصحت فخنتني، فرد هذا الشاب فورًا قائلًا: تصحيف حسن، فتعجب الحاضرون من سرعة رده، وكان من بين الحاضرين في المجلس شاعر من شعراء مدينة بلنسية، فأخذ هذا الشاعر يتهم الشاب، ويقول بأنه يتصنع المعرفة، وأراد أن يختبره، فقال له: ما تصحيف كلمة بلنسية؟ فسكت الشاب برهة، ومن ثم قال: أربعة أشهر، فقال له الشاعر: لقد كان شكي في محله، فإنك تدعي المعرفة، وتنتحل.

وعندما سمع الشاب رد الشاعر، أخذ يضحك، ومن ثم قال له: أتظن بأني أدعي المعرفة يا شاعر؟، فقال له الشاعر: نعم، فما هي النسبة بين الأربعة شهور وبين مدينة بلنسية؟، فرد عليه الشاعر: إن لم تكن النسبة في اللفظ، فهي في المعنى، ومن ثم وقف، وخرج من المجلس، وهو يقول: إن لم يكن في اللفظ فهو في المعنى، فأخذ الحاضرون يفكرون في كلام الشاب، واهتدوا إلى أن الأربعة أشهر هي ثلث السنة، وهو تصحيف بلنسية، وقالوا ذلك للشاعر، وعندما تيقن من أن الشاب كان على صوب، خجل من نفسه، ولحق به، واعتذر منه، وفي خبر ذلك أنشد الشيخ بدر الدين الدماميني بيتين من الشعر على شكل أحجية، قال فيهما:

أيا واحد العصر ما بلدةً
محاسنها في الورى تذكر

حجى ما يرادف تصحيفها
وحقك أربعةٌ أشهر

يتساءل الشاعر في هذين البيتين عن مدينة كثيرة المحاسن، ومن كثر محاسنها فهي تذكر في الورى، وأن هذه المدينة تصحيفها أربعة أشهر.

الخلاصة من قصة القصيدة: دخل شاب إلى مجلس علم، وكان أهل هذا المجلس يتذاكرون في التصحيف، فسألوا عن تصريف كلمة، وأجابهم مسرعًا، فتعجبوا من سرعته، وشكوا به، فسأله شاعر عن تصحيف بلنسية، فأجابه، وكان على صواب.


شارك المقالة: