قصة قصيدة أينجو بنو بدر بمقتل مالك
أمّا عن مناسبة قصيدة “أينجو بنو بدر بمقتل مالك” فيروى بأن مالك بن زهير، وهو أخو قيس بن مالك، متزوجًا من امرأة من بني فزارة، وكان مقيمًا عندهم، وفي يوم من الأيام بعث له أخاه بكتاب، قال له فيه بأنه قد قتل رجلًا يقال له ندبة بن حذيفة، وأخبره بأنه قد غادر، وبأن عليه أن يقوم باللحاق به، فبعث له مالك بكتاب قال له فيه بأن الذنب ليس عليه، وبأن قيس هو المسؤول عن ذنبه، ولم يغار مع أخيه.
وعندما وصل الكتاب إلى قيس، وقرأ ما فيه، بعث بكتاب إلى الربيع بن زياد، وطلب منه فيه بأن يعود إلى مالك، وأن يبقى معه، فهم جمع، وهو وحيد عندهم، ولكن ابن زياد لم يجبه، ولم يمنعه، وكان يفكر في فعل ذلك، ولكن بني بدر قاموا بقتله، وعندما وصل خبر مقتله إلى بني عبس، وإلى الربيع بن زياد، صعب عليهم الخبر، قام الربيع بإرسال رجل من رجاله إلى قيس بن زهير يخبره بخبر مقتل أخيه، وعندما وصل الرجل إلى قيس، سمعه ينشد قائلًا:
أينجو بنو بدرٍ بمقتل مالك
ويخذلنا في النائبات ربيع
وكان زيادق قبله يتّقى به
من الدهر إن يومٌ ألمّ فظيع
فقل لربيعً يحتذي فعل شيخه
وما النّاس إلاّ حافظٌ ومضيع
وإلاّ فما لي في البلاد إقامةٌ
وأمر بني بدرٍ عليّ جميع
فعاد الرجل إلى الربيع وأخبره بما سمع من قيس، فبكى الربيع على مالك وأنشد قائلًا:
منع الرّقاد فما أغمّض ساعةً
جزعاً من الخبر العظيم الساري
أفبعد مقتل مالك بن زهير
يرجو النساء عواقب الأطهار
من كان مسروراً بمقتل مالكٍ
فليأت نسوتنا بوجه نهار
يجد النساء حواسراً يندبنه
ويقمن قبل تبلّج الأسحار
يضربن حرّ وجوههنّ على فتىً
ضخم الدسيعة غير ما خوّار
قد كنّ يكننّ الوجوه تستّراً
فاليوم حين برزن للنظّار
نبذة عن قيس بن زهير
هو قيس بن زهير بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عبس، أحد فرسان وشعراء بني قيس في العصر الجاهلي، أدرك الإسلام ولم يسلم.