من يتق الله في علمه، وينقله لغيره، لكي ينفع به الناس، يحببه الله، فيحبب به خلقه، ومن العلماء الذين نفعوا الأمة حماد بن زيد، فكان للعديد من العلماء آراءً جيده به.
من هو عبد الله بن المبارك؟
عبد الله بن المبارك المروزي، عالم وإمام من علماء المسلمين، ولد في مدينة مرو في تركامنستان.
قصة قصيدة أيها الطالب علما
أما عن مناسبة قصيدة “أيها الطالب علما” فيروى بأن حماد بن زيد، وهو من أهل البصرة كان مولى جرير بن حازم، وكان قد أدرك العديد من التابعين من أهل البصرة، ومنهم أيوب السختياني، وثابت البناني، وقد كان من أهل الثقة، وكان كثير الحديث، وكان من أئمة المسلمين من أهل الدين والإسلام، وهنالك العديد من الأحاديث في الصحيحين التي تحويه في سندها، وقد رضي به الأئمة، وكان بينه وبين الإمام مالك بن أنس كتب ورسائل.
قال فيه عبد الرحمن بن مهدي بأنه أحد أئمة المسلمين الأربعة في زمانه، وقال بأنه لم ير أحدًا أعلم بالسنة والحديث الذي يدخل في السنة منه، وقال فيه أيضًا بأنه لم ير بالبصرة أفقه منه.
وفي يوم من الأيام سئل يزيد بن ربيع عن رأيه فيه، فقال: هم ثابت في الحديث، وقال سليمان بن حرب بأنه قد سمعه وهو يحدث الحديث، ويقول بأنه سمعه منذ ما يزيد عن الخمسين عامًا.
وقال فيه محمد بن الطباع: لم أر رجلًا أعقل منه، وقال فيه ابن أبي حاتم الرازي بأنه من العلماء الجهابذة في البصرة، وقال فيه ابن حيان بأنه كان من أهل الورع المتقين، وكان يقرأ الحديث كله حفظًا، وبأنه كان أعمى.
وقال فيه ابن حجر العسقلاني: ثقة فقيه، وقال فيه الذهبي: لا أعلم بأن الناس اختلفوا على أن حماد بن زيد من أئمة السلف، ومن أفضل الحفاظ، وأقلهم خطًأ.
وعندما توفي قال يزيد بن زريع: مات اليوم سيد المسلمين.
وقد أنشد عبد الله بن مبارك يمدحه، قائلًا:
أيها الطالب علما
إيتِ حماد بن زيد
يمدح عبد الله بن مبارك حماد بن زيد، وينصح من يطلب العلم أن يأخذه عن حماد بن زيد.
فخذ العلم بحلم
ثمَّ قيده بقيد
وذر البدعة من
آثار عمرو بن عبيد
الخلاصة من قصة القصيدة: كان حماد بن زيد رجلًا ورعًا، ومن أهل العلم، حافظًا للحديث، ويرويه، وكان العديد من العلماء يرون بأنه أفضل أهل زمانه في الحديث.