نروي لكم اليوم ما كان من خبر عبد الله بن المعتز وجارية وقع في عشقها، وكانت مملوكة لرجل، فمرض بسبب حبه لها.
قصة قصيدة أيها العاذلون لا تعذلوني
أما عن مناسبة قصيدة “أيها العاذلون لا تعذلوني” فيروى بأن عبد الله بن المعتز نظر في يوم من الأيام إلى جارية، وكان ذلك بينما كان والده المعتز بالله خليفة، فأعجب عبد الله بتلك الجارية إعجابًا شديدًا، ووقع في غرامها، وحاول التقرب منها، ولكنه لم يجد إليها سبيلًا، فأعياه حبه لتلك الجارية، ومرض مرضًا شديدًا، وبلغ خبر مرضه إلى والده المعتز بالله، فدخل إليه يعوده، وجلس بجانبه، وعندما رأى حاله، وما حل به من مرض، سأله قائلًا: كيف تجدك يا بني؟، ما الذي حل بك؟، فأخذ عبد الله ينشد قائلًا:
أيها العاذلون لا تعذلوني
وانظروا حسنَ وجهها تعذروني
يلوم عبد الله بن المعتز من يلومه على حبه للجارية التي وقع في عشقها، ويقول لهم: لا تلوموني على حبي لها، فلو أنكم ترون جمال وجهها لعذرتموني.
وانظروا هل ترونَ أحسنَ منها
إن رأيتم شبيهها فاعذلوني
وعندما عرف الخليفة أن سبب مرض ابنه حبه لجارية سأله عن هوية تلك الجارية، فأخبره عبد الله عنها، فخرج المعتز من عند ابنه، وتوجه عائدًا إلى مجلسه، وأمر خادمه أن يحضر له خبر تلك الجارية، فخرج الخادم، وسأل عنها، وعلم من هو سيدها، وعاد إلى الخليفة، وأخبره بالخبر، فبعث الخليفة في طلب سيدها، وعندما أتاه، أخبره الخليفة بنيته بشراء تلك الجارية، ودفع له سبعة آلاف دينار ثمنًا لها، فباعه إياها.
وقام المعتز بالله بإرسال تلك الجارية إلى ابنه عبد الله، وعندما رآها عبد الله برأ مما كان فيه من مرض، وشعر بسعادة غامرة، وتوجه من فوره إلى مجلس أبيه وشكره على ما فعل.