نروي لكم اليوم ما حصل مع إبراهيم بن عبد الله بن مسلم في إحدى البصرة.
قصة قصيدة أيها المذنب المفرط مهلا
أما عن مناسبة قصيدة “أيها المذنب المفرط مهلا ” فيروى بأن إبراهيم بن عبد الله بن مسلم الكجي خرج في يوم من الأيام من بيته، وتوجه إلى السوق، وبينما هو في السوق مرّ من أمام حمام، فأراد أن يغتسل، وكان صاحب الحمام على الباب، فاقترب منه ورد عليه السلام، وسأله إن كان أحد دخل إلى الحمام في ذلك الصباح، فأجابه صاحب الحمام بأنه لم يدخله أحد، ولا يوجد به أحد، ففتح أبو مسلم باب الحمام ودخل، وعندما أصبح في داخل الحمام، وإذ بصوت يقول: أبا مسلم أسلم تسلم، ومن ثم أنشده أبياتًا من الشعر يحمد الله فيها على نعمه.
فخرج أبو مسلم من الحمام، وقال لصاحبه: لقد قلت لي بأنه لا يوجد أحد في الحمام، فقال له صاحب الحمام: نعم، وما ذاك؟، فقال له: لقد سمعت أحدًا يقول لي كذا وكذا، فقال له صاحب الحمام: أسمعته؟، فقال له أبو مسلم: نعم، فقال له: يا أخي، إن من سمعت هو رجل من الجان، يخرج لنا في بعض الأحيان، فينشدنا الأشعار، ويتكلم بكلام حسن فيه مواعظ، ومن ثم يختفي، فقال له أبو مسلم: وهل حفظت شيئًا من شعره؟، فقال له: نعم، فقال له أبو مسلم: أنشدني شيئًا مما حفظت عنه، فأخذ الرجل ينشد قائلًا:
أيها المذنب المفرط مهلا
كم تمادى تكسب الذنب جهلا
ينصح الشاعر في هذا البيت المذنبين الذين وصلوا إلى حد الإفراط في الذنوب أن يتأنوا، فهم يكسبون ذنوبهم جهلًا.
كم وكم تسخط الجليل بفعل
سمج وهو يحسن الصنع فعلا
كيف تهدا جفون من ليس يدري
أرضيَ عنه من على العرش أم لا