قصة قصيدة إذا أنت أعطيت السعادة لم تبل

اقرأ في هذا المقال


هنالك أشخاص يصاحبهم سوء الحظ، وبسبب سوء حظهم يضيعون فرصًا تمر عليهم من شأنها تغيير حياتهم، ومن ذلك ما حصل مع صاحبنا لهذا اليوم الذي نقس عليكم قصته.

من هو أبو العلاء المعري

هو أحمد بن عبد الله بن سليمان بن محمد القضاعي التنوخي المعري، شاعر من شعراء العصر العباسي، من أهل حلب.

قصة قصيدة إذا أنت أعطيت السعادة لم تبل

أما عن مناسبة قصيدة “إذا أنت أعطيت السعادة لم تبل” فيروى بأنه في يوم من الأيام دخل مغنٍ إلى مجلس أحد الأمراء وأنشده بيتين من الشعر لأبي العلاء المعري قال فيها:

إذا أنْتَ أُعْطِيتَ السعادة لم تُبَلْ
وإنْ نظرَتْ شَزْراً إليكَ القبائل

يمدح الشاعر في هذا البيت الأمير، ويقول له بأنه إن أعطي السعادة لم تبال به، حتى لو أن جميع القبائل نظروا إليك نظرًا فيه إعراض.

تَقَتْكَ على أكتافِ أبطالها القَنا
وهابَتْكَ في أغمادهِنَّ المَناصِل

وإنْ سدّدَ الأعداءُ نحوَكَ أسْهُماً
نكَصْنَ على أفْواقِهِنَّ المَعابل

تَحامى الرّزايا كلَّ خُفّ ومَنْسِم
وتَلْقى رَداهُنَّ الذُّرَى والكواهِل

وتَرْجِعُ أعقابُ الرّماحِ سَليمَةً
وقد حُطِمتْ في الدارعينَ العَوامل

وعندما سمع الأمير هذين البيتين طرب طربًا شديدًا، وأمر أحد خدمه أن يحضر لهذا المغني خلعة، ولكن المغني ولسوء حظه لم يفهم ما قال الأمير، فخرج من المجلس وذهب لقضاء حاجة، وعندما أتى الخادم بالخلعة لم يجده، وأراد الأمير أن يجتمع بخواصه دون غيرهم، فأخرج كل من كان بالمجلس، فأتى رجل من الذين خرجوا، ووقف مع المغني، وقال له: أين ذهبت، فإن الأمير قد أمر لك بخلعة، فشعر المغني بالضيق بسبب سوء حظه، وخرج عائدًا إلى بيته.

وبعد عدة أيام عاد المغني إلى مجلس الأمير، واستأذن للدخول، فأذن له الأمير بالدخول، ووقف بين يديه، وأنشده قائلًا:

إذا أنت أعطيت السعادة لم تَبُلْ
ولو نظرت شزراً إليك القبائل

وعندما سمعه الأمير غضب منه، ولكن المغني قال: يا مولاي لما بلت في اليوم الفلاني فاتتني الخلعة منك يا مولاي، ومن ثم وقف رجل من خواص الأمير وشرح له ما حصل مع هذا المغني، فضحك الأمير حتى كاد أن يقع من على كرسيه، وأعجب بشعر هذا المغني، وأمر له بخلعتين، خلعة بدل التي فاتته، وخلعة ثانية بسبب ظرافته.

الخلاصة من قصة القصيدة: دخل مغنٍ إلى مجلس أحد الأمراء، وأنشد له بيتين من الشعر، فطرب الأمير بهما، وأمر له بخلعة، ولكن المغني لم يفهم ما قال الأمير، وخرج من المجلس، ففاتته الخلعة، وعاد بعد عدة أيام، وأنشد الأمير بيتًا من الشعر، فأنكر الأمر شعره، ولكنه عندما فهمه، ضحك، وأمر له بخلعتين.

المصدر: كتاب "الكشكول" تأليف البهاء العامليكتاب "ثمرات الأوراق" تأليف أبو بكر بن علي ابن حجة الحمويكتاب "مسالك الأبصار في ممالك الأمصار" تأليف ابن فضل الله العمريكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: