قصة قصيدة إذا ما تراجعنا الذي كان بيننا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة إذا ما تراجعنا الذي كان بيننا:

أمّا عن مناسبة قصيدة ” إذا ما تراجعنا الذي كان بيننا ” فيروى بأنّه في يوم كان هارون الرشيد في مجلسه وكان عنده الفضل بن ربيع، فقال له الخليفة: من يوجد في الخارج من ندمائي؟، فقال له الفضل: هنالك جماعة وبينهم هاشم بن سليمان، فقال له: أدخله لوحده، وأبق البقية في الخارج، فدخل هاشم، فقال له الخليفة: أسمعني بعضًا مما عندك، فأنشده هاشم قائلًا:

إذا ما تراجعنا الذي كان بيننا
جرى الدمع من عيني بثينة بالحكل

فيا ويح نفسي حسب نفسي الذي بها
ويا ويح عقلي ما أصبت به أهلي

خليلي فيما عشتما هل رأيتما
قتيلا بكي من حب قاتله قبلي

فطرب الخليفة بما سمع، وقال له: أحسنت، وأمر له بعقد نفيس، فأحضروه له، وعندما رآه بكى، فقال له هارون الرشيد: لم تبكي؟، فقال له: والله إن وراء هذا العقد قصة، فإن أذنت لي أريد أن أقصها عليك، فأذن له الخليفة، فقال: في يوم من الأيام كان الوليد بن عبد الملك على بحيرة طبريا، فأتيته، وكان معه جاريتان لم يكن لهما مثيل في جمالهما، وعندما لمحني، قال لمن معه: هذا أعرابي من البوادي، فأتوني به نسخر عليه، فأتوا إلي وساقوني إليه، ووقفت معه، وبينما أنا واقف، غنت إحدى الجاريات بشعر هو لي، ولكنّها لم تقله بشكل صحيح، فقلت: لقد أخطأت، فقالت: يا أمير المؤمنين، إنّه يعيب علي ما أقول من شعر، فنظر إلي باستنكار، فقلت له: سوف أبين لك أين أخطأت، وبينته لهه، ففعلت الجارية وأعادت غنائها، وكان غنائها مثاليًا، فقامت إلي وقالت لي: أنت هاشم بن سليمان، فنظر إلي الوليد، وقال لي: أنت هاشم بن سليمان؟، فقلت له: نعم يا مولاي، وأقمت معه بقية اليوم.

وأمر لي بثلاثين ألف درهم، ثم قالت الجارية: أتأذن لي يا مولاي أن أعطيه شيئًا، فقال لها: بالطبع، فخلعت الجارية العقد الذي في رقبتها، وأعطتني إياه، ثم غادروا إلى سفينتهم يريدون أن يعودوا إلى مدينتهم، فصد الوليد، ولحقت به الجارية، وبينما هي تصعد إلى السفينة وقعت في الماء وماتت، فبكى عليها الوليد بكاءً شديدًا، وأتاني وقال لي: أعطيك ثلاثين ألف درهم مقابل العقد، فإنّي أريد أن أتذكرها به، فأعطيته له، وهذا العقد هو الذي أعطيتني إياه يا أمير المؤمنين، ولذلك بكيت، فقال له الخليفة: لا تعجب يا هاشم، فكما ورثنا الله مكانهم فقد ورثنا أيضًا أموالهم.

نبذة عن هاشم بن سليمان:

هو هاشم بن سليمان، مولى بني أمية، يلقب بأبي العباس، من شعراء العصر الأموي.


شارك المقالة: