قصة قصيدة إلى الله فيما نابنا نرفع الشكوى

اقرأ في هذا المقال


كرامة الإنسان أهم من كل ما يملك، فلا قيمة له من دون كرامة، واليوم نقص عليكم خبر الفضل بن يحيى، عندما وضعه هارون الرشيد في السجن، وتفضيله كرامته على كل نقوده.

من هو علي بن الجهم؟

هو علي بن الجهم القرشي، شاعر من شعراء العصر العباسي، من أهل بغداد.

قصة قصيدة إلى الله فيما نابنا نرفع الشكوى

أما عن مناسبة قصيدة “إلى الله فيما نابنا نرفع الشكوى” فيروى بأن الخليفة هارون الرشيد بعد أن قتل جعفر بن يحيى البرمكي، بعث جنده لكي يلقوا القبض على أبيه يحيى، وأخيه جعفر، ومن ثم خرج هارون الرشيد صوب الرقة، وأخذهما معه إلى هنالك.

وعندما وصل هارون الرشيد إلى الرقة، أمر بحبس الفضل بن يحيى، وأمر بإحضار يحيى إلى مجلسه، وعندما أتاه، قال له: أقم هنا أو حيث تريد، فقال له يحيى: إني أريد أن أكون مع ابني، فقال له الخليفة: وهل ترضى بالسجن، فقال له: نعم، فسجنه معه.

وبينما كان كل من الفضل وأبيه في السجن، كان الخليفة يأمر بالتوسيع عليهم حينًا، والتضييق عليهم حينًا آخرًا، حسبما تأتيه أخبار عنهم، وأمر الخليفة بمصادرة جميع أملاك البرامكة وأموالهم.

وفي يوم من الأيام بعث الخليفة بخادمه مسرور إلى السجن، فتوجه مسرور إلى السجن، وأمر آمر السجن أن يحضر له الفضل، فأحضره له، وعندما أتاه قال له: إن أمير المؤمنين قد أمرك أن تخرج جميع مالك، ولكنه وصله بأنه بقي عندك مال كثير، وقد أمرني الخليفة بأن أضربك مائتي سوط إن لم تخرج جميع مالك، وإني أرى أن لا تفضل مالك على نفسك، فرفع الفضل رأسه، وقال له: لو خيروني بين الموت وأن أضرب سوطًا واحدًا، لاخترت أن أموت، والخليفة يعرف ذلك، فإن كان قد أمرك بشيء فافعله، فأخرج السوط وضربه مائتي مرة، حتى كاد أن يموت.

وبينما هو في السجن كان يتمثل بأبيات من الشعر لعلي بن الجهم وهو يبكي قائلًا:

إِلى اللَهِ فيما نابَنا نَرفَعُ الشَكوى
فَفي يَدِهِ كَشفُ الضَرورَةِ وَالبَلوى

يقول الشاعر في هذا البيت بأنه ليس له سوى الله يشكو له حاله، والله الذي بيده كشف الحزن والهم والبلوى.

خَرَجنا مِنَ الدُنيا وَنَحنُ مِنَ اَهلِها
فَلَسنا مِنَ الأَحياءِ فيها وَلا المَوتى

إِذا جاءَنا السَجّانُ يَوماً لِحاجَةٍ
عَجِبنا وَقُلنا جاءَ هذا مِنَ الدُنيا

وَنَفرَحُ بِالرُؤيا فَجُلَّ حَديثِنا
إِذا نَحنُ أَصبَحنا الحَديثُ عَنِ الرُؤيا

فَإِن حَسُنَت لَم تَأتِ عَجلى وَأَبطَأَت
وَإِن قَبُحَت لَم تَحتَبِس وَأَتَت عَجلى

الخلاصة من قصة القصيدة: بعد أن قتل هارون الرشيد يحيى البرمكي، أمر بسجن كل من أبيه وأخيه.


شارك المقالة: