قصة قصيدة إلى النار فليذهب ومن كان مثله

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة إلى النار فليذهب ومن كان مثله

أمّا عن مناسبة قصيدة “إلى النار فليذهب ومن كان مثله” فيروى بأنه كان أول شخص أطلق عليه اسم الوزارة في الدولة العباسية هو أبو سلمة حفص بن سليمان الهمداني، وكان في وقتها في نفس الخليفة عبد الله السفاح شيء منه، وكان ذلك بسبب أنه في يوم حاول أن يرد الأمر عنهم إلى غيرهم، واستغل ذلك أبو مسلم فبعث إلى الخليفة بأن الله قد أحل له قتله وذلك لأنه قد نقض العهد، ولكن الخليفة رد قائلًا: والله إني لم أكن لأستهل فتح الدولة بقتل رجل من جماعتي، خاصة إن كان رجل كأبي سلمة، وهو صاحب هذه الدعوة، وهو الذي عرض نفسه للخطر، وأنفق من ماله، وبذل المجهود العظيم، وهو الذي نصحني، وجاهد معي.

كما أن كلًا من أخاه أبو جعفر وابن عمه داود قد جلسا مع الخليفة وأشارا عليه بقتله، بعد أن كلمهما أبو مسلم هما الآخران، فقال لهما: والله إني ما كنت لأفسد ما قام به من إحسان، وأيامه الصالحة، فقط من أجل خطأ واحد قام به، وهذا الخطأ ما هو إلا خطرة من خطرات الشيطان، فقال له كل من أخيه وابن عمه: إذا عليك أن تحذر منه، فإنا لا نأمن عليك منه، فقال لهما: لا، إني لآمنه في كل يومي، وفي وحدتي وجماعتي.

وعندما اشتهر ما قال السفاح في أبي مسلم، خاف على نفسه غدر أبي مسلمة، فبعث إليه بجماعة من أخلص أصحابه لكي يقتلوا أبي سلمة، وقد كان الخليفة يحب مجلس أبي سلمة ويتأنس بحضرته، ويسهر عنده، وفي ليلة من الليالي كان أبو سلمة عند الخليفة، وعندما توجه عائدًا إلى بيته، خرج إليه أصحاب أبو مسلم وقتلوه، وعندما وصل الخبر إلى الخليفة أنشد قائلًا:

إلى النار فليذهب، ومن كان مثله
على أي شيء فاتنا منه نأسف

وكان أبو مسلم يدعى أمين آل محمد، وأبو سلمة يدعى وزير آل محمد، فلما قتل غدرًا أنشد الشاعر قائلًا:

إن المساءة قد تسر، وربما
كان السرور بما كرهت جديرا

إن الوزير وزير آل محمد
أودى، فمن يشناك كان وزيرا

نبذة عن أبو عباس السفاح

هو أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، وهو أول الخلفاء العباسيين.


شارك المقالة: