قصة قصيدة - إليك اعتذاري من صلاتي جالسا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة “إليك اعتذاري من صلاتي جالسا“:

أمَّا عن قصة قصيدة “إليك اعتذاري من صلاتي جالسا***على غير ظهر مومياً نحو قبلتي” يحكى أنّ الأصمعي قد غابت له إبل فخرج لكي يبحث عنها في هذه الليلة كان الجو شديد البرودة، فالتجأ الأصمعي إلى حيٍّ من أحياء العرب فوجد جماعة يصلون ويتهجدون وبقربهم شيخ كبير ملتف بعباءة ويرتعد من شدة البرد وينشد قائلاً:

أيا رب إن البرد أصبح كالحا
وأنت بحالي يا إلهي أعلم

فإن كنت يوماً في جهنم مدخلي
ففي مثل هذا اليوم طابت جهنم

وهنا تعجب الأصمعي من فصاحة وبلاغة الشيخ، فقال له: يا شيخ أما يستحي أن تقطع الصلاة وأنت شيخ كبير، فرد عليه قائلاً:

أيطمع ربي أن أصلي عاريا
ويكسو غيري كسوة البرد والحر

فوالله لا صليت ما عشت عاريا
عشاء ولا وقت المغيب ولا الوتر

ولا الصبح إلّا يوم شمس دفيئة
وإن غمّمت فالويل للظهر والعصر

وإن يكسني ربي قميصاً وجبّة
أصلّي له مهما أعيش من العمر

قال الأصمعي قد أعجبني شعرك وفصاحتك وبلاغتك، أخرجتُ قميصًا ورداءً وأعطيته إليه، فقلت له البسهما وقام واستقبل القبلة وصلّى وهو جالسًا، فقال:

إليك اعتذاري من صلاتي جالسا
على غير ظهر مومياً نحو قبلتي

فمالي ببرد الماء يا رب طاقة
ورجلاي لا تقوى على ثني ركبتي

ولكنَّني أستغفر الله شاتيا
وأقضيكها يا رب في وجه صيفتي

وإن أنا لم أفعل فأنت محكّم
بما شئت من صفعي ومن نتف لحيتي

فقال الأصمعي قد أعجبت من فصاحتك وضحكت عليه وانصرفت.

أمَّا عن التعريف بالشاعر الأصمعي فهو عبد الملك بن علي بن أصمع الباهلي، حيث من أئمة العلم واللغة والشعر والأدب، فكان مُلماً بالعلوم الطبيعية وأيضاً بعلم الحيوان وله عدّة أعمال في مجال العلوم الطبيعية ومنها:

  • كتاب الخيل.
  • كتاب الإبل.
  • كتاب الشاة.
  • له كتاب سمّاه “الأصمعيات”: جمع فيه بعض القصائد التي تفرد الأصمعي بروايتها.
    كان الأصمعي يطوف البوادي ويأخذ أخبارها ويذهب بها إلى قصور الأمراء والخلفاء لكي يبهر الخلفاء بالعلوم والأخبار التي يأخذها من البوادي، ولقد لقّبه هارون الرشيد بشيطان الشعر.

بعض من مؤلفات الأصمعي:

  • الأصوات.
  • الأبواب.
  • أبيات المعاني.
  • النوادر.
  • نوادر الأعراب.
  • الوحوش.
  • صوت صفير البلبل.
    توفي الأصمعي سنة 208 للهجرة في البصرة.

شارك المقالة: