قصة قصيدة إنما الدنيا أبو دلف

اقرأ في هذا المقال


هنالك العديد من القصائد التي قتلت الشعراء الذين أنشدوها، واليوم نقص عليكم قصة الشاعر العكوك الذي قتل بسبب قصيدة مدح فيها شخصًا.

من هو الشاعر العكوك؟

هو أبو الحسن علي بن جبلة بن عبد الله الأبناوي، شاعر من شعراء العصر العباسي، ولد في مدينة بغداد، وفيها توفي.

قصة قصيدة إنما الدنيا أبو دلف

أما عن مناسبة قصيدة “إنما الدنيا أبو دلف” فيروى بأن الشاعر العكوك أنشد في يوم من الأيام قصيدة يمدح فيها أبا دلف القاسم بن عيسى العجلي، قال فيها:

إنما الدنيا أبو دلفٍ
بين مغزاه ومحتضره

فإذا ولَّى أبو دلف
ولَّت الدنيا على أثره

يمدح الشاعر في هذه الأبيات أبو دلف قاسم بن عيسى، ويقول بأنه أفضل ما في الدنيا، فإن مات، فلا نفع للدنيا من بعده.

كلُّ من في الأرض من عرب
بين باديه إلى حضره

يرتجيه نيل مكرمة
يأتسيها يوم مفتخره

وعندما وصلت هذه القصيدة إلى مسامع الخليفة المأمون، أرسل في طلبه، ولكنه تمكن من الهروب قبل أن يصل إليه جند المأمون، فلحقوا به حتى أدركوه، واقتادوه إلى مجلس الخليفة، وعندما دخل إليه، ووقف بين يديه، قال له الخليفة: ويحك، لقد فضلت أبا دلف علينا، فقال له العكوك: لا والله يا مولاي، ولكنكم من أهل البيت، وقد اجتباكم الله تعالى من بين عباده، وأعطاكم ملكًا عظيمًا، وما فضلته إلا على من شابهه من أقرانه وليس عليكم، فقال له الخليفة: لا والله، إنك لم تبق على أحد، فقد قلت:

كلُّ من في الأرض من عرب
بين باديه إلى حضره

ومن ثم قال له الخليفة: وإني لست بقاتلك بسبب شعرك هذا، ولكني سوف أقتلك بسبب كفرك وشركك بالله، فقال له العكوك: ومتى كفرت بالله يا مولاي؟، فقال له الخليفة: عندما مدحت عبد من عباد الله ذليلٌ، وقلت فيه:

أنت الذي تنزل الأيام منزلها
وتنقل الدهر من حال إلى حال

وما مددت مدى طرف إلى أحد
إلا قضيت بأرزاق وآجال

ومن ثم أكمل الخليفة قائلًا: ولا يفعل ذلك سوى الله تعالى، ومن ثم أمر جنوده أن يخرجوا له لسانه من فمه، ففعلوا، ومات.

الخلاصة من قصة القصيدة: مدح الشاعر العكوك القاسم بن عيسى العجلي بقصيدة، فطلبه الخليفة المأمون، وعندما أحضروه له، سأله عن سبب تفضيله القاسم عليه، ومن ثم أمر بقتله بسبب قصيدة مدح فيها رجلًا، وكانت تدل على شركه بالله.


شارك المقالة: