قصة قصيدة إنما الزعفران عطر العذارى

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة إنما الزعفران عطر العذارى

أمّا عن مناسبة قصيدة “إنما الزعفران عطر العذارى” فيروى بأنه في يوم من الأيام كان إبراهيم بن العباس كان في مجلسه، وعنده جمعًا من أهل المدينة، وكانوا يتذاكرون في بعض الأمور، وكان يريد أن يسجل ما يقال في هذا المجلس، فوضع في حجره قرطاسًا، وأخذ يكتب عليه كل ما كان مهمًا من الحديث، وبينما هو يكتب سقط القلم من يده على حجره، فتلطخ ثوبه بالحبر، فقام بمسح الحبر باستخدام كم قميصه، فقال له الحاضرون: لو أنك قمت بمسح الحبر بغير ذلك، لكان أفضل، فقال لهم مستنكرًا عليهم ما قالوا: ليس المال إلا فرع، والقلم أصل، والأصل أولى بالصون من الفرع، ومن ثم أنشدهم قصيدة للشاعر عبيد الله بن سليمان بن وهب، قائلًا:

إنّما الزعفران عطر العذارى
ومداد الدوي عطر الرجال

ومن ثم أنشدهم قصيدة لابن العربي قال فيها:

من كان يعجبه أن مس عارضه
مسك يطيب منه الريح والنسما

فإنّ مسكي مداد فوق أنملتي
إذا الأصابع يوما مست القلما

وأنشدهم قصيدة لغيره، قائلًا:

دخيل في الكتابة يدعيها
كدعوى آل حرب في زياد

يشبه ثوبه للمحو فيه
إذا أبصرته ثوب الحداد

فدع عنك الكتابة لست منها
ولو لطخت وجهك بالمداد

وأنشدهم رابعة لشاعر يقال له أبا زيد، قائلًا:

إذا ما المسك طيب ريح قوم
كفتني ذاك رائحة المداد

وما شيء بأحسن من ثياب
على حافاتها حمم السواد

نبذة عن الشاعر عبيد الله بن سليمان بن وهب

هو  عبيد الله‌ بن سليمان بن وهب بن سعيد الحارثي، كان وزيرًا للخليفة العباسي المعتضد بالله، وأمسك بالوزارة لمدة عشرة أعوام،  ويكنى بأبي القاسم، ويكنى أيضًا بالوزير الكبير، كان يتصف بالشهامة والهيبة، وكانت سطوته قوية، وطأته شديدة، وكان يمسك زمام الأمور في الدولة العباسية، وقريبًا للغاية من الخليفة المعتضد بالله، وكان أباه من قبله وزيرًا عند الخليفة العباسي المعتمد، وأصبح ابنه القاسم أيضًا وزيرًا للخليفة المعتضد من بعد أن توفي هو، وأحفاده محمد وحسين كانا وزيرين في الدولة العباسية أيضًا.

توفي في عام مئتان وثمانية وثمانون للهجرة.


شارك المقالة: