قصة قصيدة إني وقتلي سليكا ثم أعقله

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة إني وقتلي سليكا ثم أعقله

أمّا عن مناسبة قصيدة “إني وقتلي سليكا ثم أعقله” فيروى بأن السليك بن عمير التميمي كان واحدًا من صعاليك العصر الجاهلي، وكانت أمه سوداء زنجيه، وقد نشأ عند أمه، فكانت حياته وهو صغير حياة ذل وفقر، بالإضافة لكونه قبيح الوجه أسود البشرة، وبسبب كل ما عاناه في صغره، أصبح كالأسد عندما كبر، فقد كان شجاعًا جريئًا فاتكًا، وقد كان يغزو على قدميه، وكان يسبق الخيل حينما يركض، وكان يطمح أن يصبح ذا خيل كثيرة.

وقد كان شديد البطش بخصومه، وعده الناس شيطان من شياطين الجاهلية ، وقد كان السليك خبيرًا بالطرق والأراضي، حتى قيل بأنه من أعلم الناس بالأرض، وأعرفهم بطرقها، وهو يرى بأن كل هذا قد حقق له مراده، فقد أنشد في يوم قائلًا:

وَعاشيَةٍ راحَت بِطاناً ذَعَرتُها
بِسَوطِ قَتيلٍ وَسطُها يَتَسَيَّفُ

كَأَنَّ عَلَيهِ لَونَ بُردٍ مُحَبَّرٍ
إِذا ما أَتاهُ صارِمٌ يَتَلَهَّفُ

فَباتَ لَهُ أَهلٌ خَلاءٌ فِناؤُهُم
وَمَرَّت بِهِم طَيرٌ فَلَم يَتَعَيَّفوا

وَباتوا يَظُنُّونَ الظُنونَ وَصُحبَتي
إِذا ما عَلَوا نَشزاً أَهَلّوا وَأَوجَفوا

وَما نِلتُها حَتّى تَصَعلَكتُ حِقبَةً
وَكِدتُ لأَِسبابِ المَنيَّةِ أُعرَفُ

وَحَتّى رَأَيتُ الجُوعَ بِالصَيفِ ضَرَّني
إِذا قُمتُ تَغشاني ظِلالٌ فَأُسدِفُ

وفي يوم من الأيام لقي السليك رجلًا من بني خثعم، وأخذه أسيرًا هو وزوجته التي تدعى النوار، فقام الخثعمي بفداء نفسه بزوجته، وتركها رهينة عند السليك، وخرج من عنده، وعندما وجدت نوار نفسها وحيدة عنده، خافت منه، فأخذت تخيفه بقومها، ولكنه كان رجلًا لا يخاف، فأخذ يهزأ منهم، وعندما وصلهم خبر ذلك، ذهبوا إليه، وقاموا بقتله، وكان من قتله رجل منهم يقال له أنس بن مدرك، وبعد أن قام بقتله، أنشد قائلًا:

إنِّي وقَتْلِي سُلَيْكـاً ثمَّ أعْقِلَـهُ
كالثَّورِ يُضرَب لمَّـا عافَتِ البَقَرُ

نبذة عن أنس بن مدرك

هو أبو سفيان أنس بن مدرك ابن كعيب بن عمرو بن سعد بن عوف بن العَتِيك بن حارثة بن عامر الخثعمي، وهو شاعر وفارس من العصر الجاهلي، وسيد قبيلة خثعم، وفارس من أفضل فرسانها، أدرك الإسلام وأسلم، ومن ثم أقام في الكوفة في العراق.


شارك المقالة: