قصة قصيدة إن المنايا لغيران لمعرضة

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة إن المنايا لغيران لمعرضة

أمّا عن مناسبة قصيدة “إن المنايا لغيران لمعرضة” فيروى بأنّ أحد نساء الشام كانت في يوم من الأيام في السوق، وبينما هي تمشي في ذلك السوق، دخلت إلى محل عطارة، وأعجبت بعطر من العطور في تلك الدكان، وأخذت تساوم العطار على سعرها، فأعجب العطار بها، فقد كانت هذه الامرأة شديدة الجمال، فأخذ العطار ينتظرها كل يوم، ويجلس لها على طريقها، وعندما ضجرت هذه الامرأة من تصرفات هذا العطار، قالت له في يوم: والله لو أن عبد الله بن سيرة قريب مني لما فعلت ما تفعل الآن، وما طمعت في ما تطلب مني.

ووصل خبر ما قالت هذه الامرأة إلى عبد الله بن سيرة، وكان في وقتها في بعثة في أرمينية، فترك ما بيده، وخرج من أرمينية، وتوجه إلى الشام، ولم يتوقف حتى وصل إلى باب بيت تلك الامرأة، وكان ذلك في الليل، فطرق عليها بابها، فخرجت إليه، وقالت له: من أنت؟، فقال لها: أنا عبد الله بن السيرة، واستأن منها للدخول، فأدخلته، وعندما دخل قال لها: يا أختي، من هذا الرجل الذي عبث بك حتى تمنيت بأني بجانبك؟، فقالت له: هو عطار من أهل السوق، فقال لها: وهل فعل لك شيئًا، فقالت له: لا، ولكنه يعترض طريقي كل يوم، فقال له: عديه في ليلة الغد، وسوف أسبقه إلى بيتك، فقالت له: حسنًا.

وفي اليوم التالي توجهت إلى السوق، ودخلت إلى دكان العطار، وواعدته في بيتها في المساء، وقالت له: إذا أتيت فإن لك ما تريد، وعندما أتى المساء، توجه العطار إلى بيتها، وكان عبد الله بن السيرة قد سبقه إلى هنالك، وعندما دخل العطار، وثب عليه عبد الله، وضريه ضربة على رأسه، سقط العطار بسببها ميتًا، فقام عبد الله وقتل خادم تلك الامرأة، وقال لها: لقد قتلته لكي لا يعلم أحد من الناس بخبر ما حصل هنا، ومن ثم أعطاها مائة دينار، وقال لها: اشتري منها خادمًا جديدًا، وما يتبقى منها فهو لك، ومن ثم طلب منها فأسًا، فأتته به، ففتح باب البالوعة، ووضع فيها كلًا من العطار والخادم، ثم أغلقها، وقال لها: أخبري الناس بأن الخادم قد تركك، ومن ثم خرج عائدًا إلى أرمينية، وفي خبر ذلك أنشد قائلًا:

إنّ المنايا لغيرانٍ لمعرضةٌ
يغتاله النّحر أو يغتاله الأسد

أو عقربٌ أو شجى في الحلق معترضٌ
أو حيّةٌ في أعالي منتهى الزبد

نبذة عن عبد الله بن السيرة

هو عبد الله بن سيرة، من أهل الشام، اشتهر بغيرته الشديدة على نساء المسلمين.


شارك المقالة: