قصة قصيدة إن تمس دار ابن أروى خالية
أمّا عن مناسبة قصيدة “إن تمس دار ابن أروى خالية” فيروى بأن حبيب بن مسلمة كان صحابي من صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم، وكان مسلمة رجلًا صالحًا، وكان الجميع يثنون على أخلاقه، وكان يقال بأنه مستجاب الدعوة، وفي يوم من الأيام دخل إلى العلياء في مدينة حمص في سوريا، وقال: إن هذا النعيم من النعيم الذي لا يجب أن ينعم به أحد، ولو بقيت هنا ساعة لهلكت، ولن أخرج منه حتى أستغفر ربي ألف مرة.
ويقال بأنه كان من شدة صلاحه كان يلح على معاوية بن أبي سفيان بأن يتبع سيرة أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب في عمله، وكان معاوية يخشاه بسبب ذلك، ويذكر بأنه عندما أتاه خبر موت حبيبة سجد، وعندما سألوه عن سبب فعله ذلك، قال لهم بأنه كان يأخذه بسنة أبي بكر وعمر، فلا يعرف ماذا يفعل، وقد ذكره حسان بن ثابت في قصيدة رثى عثمان بن عفان فيها، وقد قال فيها:
إِن تُمسِ دارُ ابنِ أرْوَى خالِيَةً
نابٌ صَريعَ وَبابٌ مُحرَقٌ خَرِبُ
فَقَد يُصادِفُ باغي الخَيرِ حاجَتَهُ
فيها وَيَأوي إِلَيها الذِكرُ وَالحَسَبُ
يا أَيُّها الناسُ أَبدوا ذاتَ أَنفُسِكُم
لا يَستَوي الصِدقُ عِندَ اللَهِ وَالكَذِبُ
إِلّا تُنيبوا لِأَمرِ اللَهِ تَعتَرفوا
كَتائِباً عُصَباً مِن خَلفِها عُصَبُ
فيهِم حَبيبٌ شِهابُ الحَربِ يَقدُمُهُم
مُستَلئِماً قَد بَدا في وَجهِهِ الغَضَبُ
ويقال بأن الخليفة عمر بن الخطاب قد جعله مسؤولًا عن أعمال الجزيرة، ومن ثم جعله مسؤولًا عن أرمينية وعن أذربيجان، ويقال بأنه لم يستخدمه لذلك، بل أن الخليفة عثمان بن عفان قد بعثه إلى أذربيجان من الشام، كما أنه بعث بسلمان بن ربيعة من الكوفة، وحصل بين الاثنان خلاف، وأخذ الطرفان يتوعدان بعضهما البعض، وهدد أصحاب حبيبة سلمان، فأنشد أحد رجال سلما قائلًا:
فَإِنْ تَقْتُلُوا سَلْمَانَ نَقْتُلْ حَبِيبَكُمْ
وَإِنْ تَرْحَلُوا نحْوَ ابْنِ عَفَّانَ نَرْحَلِ
ويقال بأن معاوية بن أبي سفيان قد بعثه على رأس جيش لكي يناصر عثمان بن عفان، وعندما وصل إلى منطقة يقال لها وادي القرى، وصله بأن عثمان بن عفان قد قتل، فعاد.
نبذة عن حسان بن ثابت
حسان بن ثابت الأنصاري، وهو صحابي من صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم، من الأنصار، وهو شاعر الرسول.