قصة قصيدة إن سال من غرب العيون بحور

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة إن سال من غرب العيون بحور:

أمّا عن مناسبة قصيدة “إن سال من غرب العيون بحور” فيروى بأن عائشة التيمورية تزوجت من السيد محمود بك الإسلامبولي، وبعد أن تزوجت منه جلست في المنزل، واعتنت به، وأنجبت منه ابنتان وولد، وأسمت ابنها محمود بك، وأمّا عن ابنتاها فقد أسمت الكبرى توحيدة، وكانت تحب ابنتها توحيدة حبًا شديدًا، فقد كانت أحب ابنائها لها، وقامت بتوكيلها بأعمال البيت، فأصبحت هي مدبرته.

وكانت عائشة وهي في بيت زوجها تدرس اللغة والأدب على يد سيدتين ملمتين بالعروض والصرف والنحو، حتى برعت، وأصبحت تنظم الشعر بإتقان، كما كانت ملمة باللغة التركية والفارسية، وعندما وصلت ابنتها توحيده إلى سن الثانية عشر توفيت، فحزنت عائشة على وفاتها حزنًا شديدًا، وتركت العروض والعلوم، وبقيت بعد وفاتها سبعة أعوام ترثيها حتى أصيبت بالرمد في عينيها.

ولم تترك رثاء ابنتها  إلا بعد محاولات مضنية من أهلها وابنائها استمرت لسبع سنوات، وكان مما رثت ابنتها توحيدة قصيدة قالت فيها:

اِن سالَ مِن غَرب العُيونِ بُحور
فَالدَهرُ باغ وَالزَمان غَدور

فَلِكُلِّ عَين حَق مدرار الدِما
وَلكل قَلب لَوعَة وَثُبور

سَتر السنا وَتحجبت شَمسُ الضُحى
وَتَغيبت بَعد الشُروق بدور

وَمَضى الَّذي أَهوى وَجرعني الاِسا
وَغَدَت بِقَلبي جذوة وَسَعير

يا لَيتَهُ لِما نَوى عهد النَوى
وافى العُيون مِنَ الظَلام نَذير

ناهيكَ ما فَعَلت بِماء حَشاشَتي
نار لها بَينَ الضُلوعِ زَفير

لَوبث حزني في الوَرى لَم يَلتَفِت
لِمُصاب قيس وَالمُصاب كَثي

طافَت بِشَهر الصَومِ كاساتِ الرَدى
سِحرا وَأَكوابُ الدُموعِ تَدور

فَتَناوَلَت مِنها اِبنَتي فَتَغَيَّرَت
وَجناتُ خد شانِها التَغيير

فَذَوَت أَزاهيرُ الحَياةِ بِرَوضِها
وَاِنقَدَّ مِنها مائِس وَنَضير

نبذة عن السيدة عائشة التيمورية:

هي عائشة عصمت بنت إسماعيل باشا بن محمد كاشف تيمور، ولدت في إحدى قصور أحياء الطبقة الأرستقراطية ولعائلات مصر العريقة في، أمها شركسية اسمها ماهتاب هانم، ووالدها كان رئيس القلم الإفرنجي في عهد الخديوي إسماعيل، فنشأت عائشة في بيت سياسة وعلم.

وكانت بينما هي شابة تحب الآداب وتميل إلى المطالعة، ولكن أمها رفضت ذلك وأرادتها أن تتعلم ما تتعلم الفتيات في ذلك الوقت، كالخياطة، ولكن أباها عارض ذلك وأراد أن تتعلم ابته ما تحب.


شارك المقالة: