قصة قصيدة إن شيراز بلدة لا يكاد الوصف

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة إن شيراز بلدة لا يكاد الوصف

أمّا عن مناسبة قصيدة “إن شيراز بلدة لا يكاد الوصف” فيروى بأن أبو بحر الخطي ولد ولد في إحدى قرى البحرين، ونشأ فيها، وعنما كبر أصبح كثيرًا ما يتردد إلى القطيف في السعودية، ولكنه كان دائمًا يعود إلى موطنه، وفي يوم من الأيام انتدب من ضمن إحدى الوفود، للسفر إلى بلاد فارس، وبينما هو هنالك مر بمدينة يقال لها شيراز، واستقر فيها، وبينما هو هنالك اجتمع بشيخ يقال له بهاء الدين العاملي، وجرى بينه وبين بهاء الدين العديد من السجالات الشعرية، وأعجب الشيخ بهاء الدين به إعجابًا شديدًا، وبينما هو في المدينة أنشد يصفها:

إنَّ شيراز بَلْدَةٌ لا يَكادُ الوَصْفُ
يَأتِي وإنْ تَنَاهَى عَلَيهَا

لَيسَ تَدْري سُكَّانُها أسرُورُ
النَّفسِ يَأتِي من خَلْفِها أم لَدَيْهَا

لَو رآهَا امرُؤٌ وأُدْخِلَ عَدْناً
سَأَلَ اللَّهَ أن يُرَدَّ إِليْهَا

وبعد أن عاش هنالك مدة من الزمن، اشتاق إلى بلاده، فأنشد قائلًا:

كفَى حَزَناً أنِّي بشِيراز مُفْرَدٌ
أبَاكِرُ ما يُضْنِي الحَشَا وأُراوحُهْ

وفَردُ هُمُومٍ لَوْ تَضَيَّفْنَ يَذْبُلاً
تَضَاءَلَ واسْتعلَتْ عَلَيهِ أباطحُهْ

وشَوقاً لَو اسْتجْلَى سَنَاهُ أخُو الدُّجَى
لأغْنَاهُ عن ضوءِ المَصَابيحِ قَادحُهْ

وَعَيناً تُرينِي جَفْنَهَا في اخْتلاجِهِ
من الضُّرِّ ما يسترحلُ الصَّبْرَ فادحُهْ

غَدَا وهو عُنْوانُ الحَوَادثِ فاسْتَوَى
لَدَيهِ بِهِ خَافِيَ البَلاءِ وواضحُهْ

وأشياءُ ضَاقَ النَّظْمُ عَنْهَا وبَعْضُهَا
يَلُوذُ بِظِلِّ الاسْتِقالةِ شَارحُهْ

أَحِنُّ فَلا ألقَى سِوَى هَاتفِ الضُّحَى
يُطَارِحُنِي شكوَى النَّوَى وأُطَارحُهْ

يُقَطِّعُ آناءَ النَّهَارِ بنوحِهِ
إلى أَنْ يَرَى وجهَ الظَّلامِ يُصَافِحُهْ

وإنَّ لَهُ بَعْدَ الهُدُوِّ لَعَوْلَةً
وأُخْرَى وأشْجَى النَّوْحِ مَا لَجَّ نائِحُهْ

شَكَا وَحْشَتِي شَجْنٌ ونَأْيٌ فَأَجْهشَتْ
لَهُ وُرْقُهُ مِمَّا تَجِنُّ جَوَارِحُهْ

نبذة عن أبو بحر الخطي

هو أبو البحر شرف الدين جعفر بن محمد بن حسن بن علي بن ناصر بن عبد الإمام الخطي البحراني العبيدي، ولد في قرية التوبي، وهي إحدى قرى إقليم البحرين، أمضى معظم حياته وهو يتنقل بين البحرين وبين السعودية وبين بلاد فارس.

يعود نسبه إلى بني عبد القيس، وهو شاعر يشار إليه بالبنان، صاحب مكانة مرموقة في الأوساط الاجتماعية والسياسية في زمانه.


شارك المقالة: