قصة قصيدة إن بني صبية صغار

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن سليمان بن عبد الملك:

هو أبو أيوب سليمان بن عبد الملك بن مروان الأموي القرشي، ولد في عام أربعة وخمسون للهجرة في المدينة المنورة، وهو سابع الخلفاء الأمويين، حكم لسنتين وثمانية شهور، هو من أسس مدينة الرملة الفلسطينية، التي أصبحت مركزًا تجاريًا واقتصاديًا للدولة الأموية، وموطنًا للعديد من العلماء المسلمين، توفي في عام تسعة وتسعون للهجرة في حلب.

قصة قصيدة إن بني صبية صغار:

أمّا عن مناسبة قصيدة “إِن بني صبية صغار ” فيروى بأنّه كان لسلميان بن عبد الملك ولد اسمه أيوب، وكان سليمان قد قرر أن يكون هو الخليفة من بعده، ولكن شاءت الأقدار أن يموت أيوب قبل والده، وعندما رأى سليمان بأنه ميت لا محالة، قرر أن يقوم بوضع أحد أولاده الصغار خليفة له، وفي يوم دخل عليه عمر بن عبد العزيز ورجاء بن حيوة، فقال سليمان لرجاء ألبس أولادي، وأدخلهم علي، وعندما دخلوا رأى بأنهم أطفالًا لا يحتملون اللبس الذي عليهم، فنظر إليهم وأنشد قائلًا:

إِن بنيَّ صبية صغَار
أَفْلح من كَانَ لَهُ كبار

فقال له عمر بن عبد العزيز: أيها الخليفة لقد قفال سبحانه وتعالى: “قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى”، فقال الخليفة لرجاء: أدخل علي أبنائي وهم يحملون السيوف، فأدخلهم وهم يجرونها من خلفهم، كونهم صغارًا لا يستطيعون حملها، فنظر لهم، ثم أنشد قائلًا:

إِن بني صبية صيفيون
أَفْلح من كَانَ لَهُ ربعيون

فأعاد عليه عمر بن عبد العزيز الآية التي قالها له، وعندما لم يستطيع أن يرى أحدًا من أولاده حملًا لأن يكون الخليفة من بعده، حدث نفسه بأن يضع عمر بن عبد العزيز وليًا له، وتحدث مع رجاء فيمن يراه مناسبًا لخلافته، فنصحه رجاء بعمر بن عبد العزيز، فوافق رأيه رأي الخليفة، وقال سليمان في نفسه: والله إني لأعمل عهدًا لا يكون للشيطان به من نصيب، وطلب رجاء، وقال له بأنّه قد قرر أن يضع عمر بن عبد العزيز كولي له، ويضع يزيد بن عبد الملك وليًا لعمر بن عبد العزيز، وعندما اشتد به المرض ذهب عمر بن عبد العزيز لزيارته، وكان معه سعيد بن خالد، فدخلوا ورأوه قد اشتد به المرض، ورأوا الموت فيه، وعندما خرجوا، خرج عمر بن عبد العزيز وسعيد بن خالد في البداية، ولكن عمر بن عبد العزيز تباطأ حتى لحق به رجاء بن حيوة.

وعندما أدرك رجاء بن حيوة عمر بن عبد العزيز، أوقفه عمر وقال له: إنّي أرى بأنّ الخليفة متوفي، وإني أطلب منك أمام الله أن لا تذكرني أمامه للخلافة، وإن هو ذكرني فعليك أن تصده عني، فقال له رجاء: والله إن عقلك قد ذهب إلى مكان ما كنت أحسب أنه سوف يذهب إليه، هل تظن بأن أبناء عبد الملك بن مروان سوف يجعلون منك خليف.

وعندما اقترب سليمان من الموت، كتب بكتاب، وعرضه على الناس، وبايعهم على أن من في الكتاب هو الخليفة من بعده، ولكنّه لم يريهم ما في داخل هذا الكتاب، فبايعوه على ذلك، وعندما توفي الخليفة، ذهب رجاء يبحث عن عمر بن عبد العزيز حتى وجده في مسجد، فذهب إليه وقال له: قم يا أمير المؤمنين، واصعد إلى المنبر واخطب في الناس، فقام عمر ووقف على المنبر، ونعى سليمان، وفتح كتابه الذي ولاه فيه خليفة، فقالوا سمعنا وأطعنا يا أمير المؤمنين.

المصدر: كتاب "الأغاني" تأليف ابو فرج الاصفهانيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبةكتاب " محرر الرقيق سليمان بن عبد الملك الأموي" تأليف محمد حسن عوادكتاب " الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار" تأليف علي محمد الصلابي


شارك المقالة: