قصة قصيدة ابتعت ظبية بالغلاء وإنما

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة ابتعت ظبية بالغلاء وإنما

أمّا عن مناسبة قصيدة “ابتعت ظبية بالغلاء وإنما” فيروى بأنه في يوم من الأيام خرج الخليفة العباسيأبو عبد الله محمد بن عبد الله المنصور إلى الحج، وبينما هو في طريقه إلى مكة المكرمة، نزل هو ومن معه لكي يستريحوا من عناء السفر، ونصبوا الخيام، وبينما هم يتناولون طعامهم، دخل شاب أعرابي عليه، ووقف على باب الخيمة، وأخذ يبكي، وقال له: يا أمير المؤمنين، إني عاشق، فسمع الخليفة الصوت، ونادى على حاجبه، وقال له: من هذا الذي بالباب؟، فقال له: إنه شاب يصيح أنا عاشق، فأمر الحاجب أن يدخله، فخرج الحاجب وأدخل الشاب.

وعندما دخل الشاب إلى مجلس الخليفة، سأله الخليفة قائلًا: من عشيقتك؟، فقال له: ابنة عمي، فقال له الخليفة: وهل لابنة عمك أب؟، فقال له الشاب: نعم يا مولاي، فقال له الخليفة: ولم لا يزوجك إياها؟، فقال له الشاب: لأني هجين يا أمير المؤمنين “والهجين هو من كانت أمه أجنبية”، فقال له الخليفة: ذلك ليس بسبب لكي يمنعك من الزواج منها، فقال له الشاب: إنه عندنا عيب يا مولاي، فأمر الخليفة الشاب أن يجلس، وبعث أحد رجاله لكي يحضر أبا الفتاة، وعندما أتى الأب ودخل إلى مجلس الخليفة، قال له الخليفة: لم لا تزوج ابنتك من هذا الشاب؟، فقال له: لأنه هجين يا مولاي، وكان في مجلس الخليفة جماعة من أبناء العباس، وهم هجناء، فقال لعم الشاب: إن هؤلاء جميعهم هجناء، ولا يعيبهم ذلك في شيء، فقال له عم الشاب: هو عندنا عيب، فقال له الخليفة: إن زوجته من ابنتك أعطيتك عشرين ألف درهم، عشرة آلاف مهر لابنتك، وعشرة آلاف للعيب، فوافق على أن يزوجه منها، وأثنى على الخليفة.

وعندما تزوج الشاب من ابنة عمه، أنشد قائلًا:

ابتعت ظبية بالغلاء وإنما
يعطي الغلاء لمثلها أمثالي

وتركت أسواق القباح لأهلها
إن القباح وإن رخصن غوالي

حالة الشاعر

كانت حالة الشاعر عندما ألقى هذه القصيدة التهكم على أن المال قد زوجه من محبوبته، ولولا المال لما استطاع الزواج منها.


شارك المقالة: