قصة قصيدة اذا جئت في بلاد قوم وانت غريب

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة اذا جئت في بلاد قوم وانت غريب

أمّا عن مناسبة قصيدة “اذا جئت في بلاد قوم وانت غريب” فيروى بأن الشريف بركات بن حسن كان شابًا شجاعًا أديبًا، بالإضافة إلى أنّه كان جميلًا، وبسبب كل ذلك أحبته واحدة من جواري والده، وفي يوم من الأيام قابلته في قصر أبيه، وأخبرته بأنها تحبه، ولكنّه نهرها ورفض حبها له، فغضبت الجارية، وكادت له، وفي اليوم التالي بعثت بخادم، وأخبرته بأن يحضر لها جربوعًا، وعندما أحضره، قامت بسلخه، وقطعت رأسه وأخفته، وملئت ذلك الجربوع بالدم، وجعلت تصيح كأنها مريضة، حتى أتى والد بركات.

وعندما دخل عليها، أخذت تبكي، وأخبرته بأن ابنه قد راودها عن نفسها، وبأن هذا مولوده، وقد أجهضته رغمًا عنها، وأرته الحيوان الممتلئ بالدم، فاقتنع أبوه، وصدق قصتها، واستكبر على ابنه أن يفعل ذلك، وغضب عليه غضبًا شديدًا، ونهره، فاعتزم بركات على أن يغادر قصر أبيه، وخرج من القصر في الليل، وكان معه خادمًا له يقال له عبده مسعود، وبعد أن غادرا بقليل قام برمي كيس من الذهب أمام عبده، لكي يختبر أمانته، وعندما رآها الخادم أعادها إلى سيده، فاعترف له بأنه قد قام بوضعها لكي يختبر أمانته.

توجه بركات صوب العراق، ودخل إلى الحويزة، وكان أيامها هنالك حرب مشتعلة فيها بين مختلف القبائل، فاشترك في الحرب، وأبلى بلاء حسنًا، وانتهى به الأمر إلى مجلس أمير المدينة، وبينما هو في المجلس رأته ابنة الأمير، وشكت في أمره، فكتبت له لكي تقوم باختباره:

إِذَا جِئْتَ فِي بِلادِ قَوْمٍ وَأَنْتَ غَريبٌ
فَاقْعُدْ مَقْعَدُ الرَّجُلِ الْأَذْلِيّ

إِنَّ أَكْرُمُوكَ فَهُوَ حَقٌّ عَلَيْهُمْ
وَأَنَّ خَذْلُوكَ فَقُلْ هَذَا مَحَلّي

فأجابها بركات:

إِذَا جِئْتَ فِي بِلادِ قَوْمٍ وَأَنْتَ غَريبٌ
فَقَعَدَ مَقْعَدُ الرَّجُلِ اَلْأَجْليّ

إنْ حَشْمُوكْ فَهُوَ حَقٌّ عَلَيْهُمْ
وَأنْ خَذْلُوكَ فَرَحٌ عَنْهُمْ وَوَليّ

الحُرُّ اَلْقُطاميُّ لَهُ اعْتِبارٌ
مَا يَرْضَى بِاَلْوَطّا عَقِبَ اَلْتُعْلي

فعشقته الفتاة، ومهدت له الطريق لكي يتسلم الإمارة من بعد أبيها، وأخبرته بأنها تريده أن يستلم حراسة السوق، فوافق، ووافق أبوها أيضًا، وعندما استلم حراسة السوق، توقفت السرقات والسلب والنهب فيه، وأخذ كبار تجار السوق يكافئونه على حراسته لهم.

وفي ليلة من الليالي قرر الأمير أن يزور السوق، فتوجه إليه، ولكن عندما سمع بركات صوت الخيول ظن بأنّهم لصوص، فأطلق النار صوبه وأصابه وقتله، وفي اليوم التالي شاع خبر وفاة الأمير، فتزوج بركات من ابنته وعين نفسه أميرًا على المدينة.

نبذة عن الشريف بركات

هو الشريف بركات بن حسن بن عجلان، شريف مكة، كان شاعرًا مشهورًا بالحكمة.

المصدر: كتاب "الشاعر شريف بركات أبو مالك" إعداد الدكتور حسن بن علي الحارثيكتاب "دراسات جمالية نصيه في الشعر السعودي الجديد" تأليف عبدالله خلف العسافكتاب "دراسات في الشعر السعودي الحديث" إعداد أحمد فرحاتكتاب "الشعر السعودي في رؤى النقاد" تأليف صابر عبد الدايم


شارك المقالة: