قصة قصيدة اذكرتنا يا ابن النبي محمد
أمّا عن مناسبة قصيدة “اذكرتنا يا ابن النبي محمد” فيروى بأنه من ورع أبو الحسن السيد محمد بن الحسين بن موسى الملقب بالشريف الرضى، أنه في يوم من الأيام اشترى كتابًا من امرأة، وكان سعر هذا الكتاب خمسة دنانير، فدفع لها النقود، وأخذ الكتاب، وتوجه عائدًا إلى بيته، وعندما وصل البيت، دخل إلى مجلسه، وأخذ يقرأ ذلك الكتاب، وبينما هو يقرأ وجد منه جزءًا مكتوب بخط ابن مقلة، فخرج من بيته، وعاد إلى تلك الامرأة، ودفع لها خمسة دنانير إضافية، وقال لها: إن أردت الجزء فهو لك، وإن أردت الخمسة دنانير فهي لك، ولكنها رفضت أن تأخذ النقود أو الجزء، وقالت له: لقت بعتك الكتاب بما فيه، ولكنه أصر عليها حتى أخذت الخمسة دنانير.
وفي يوم من الأيام مدحه شاعر يقال له الخالع بقصيدة، وبعث بها إليه، وعندما قرأها، أعجب بها، وبعث له بتسعة وأربعين درهمًا، وعندما أتته الدراهم، قال في نفسه بأنه لا بد من أن الشريف لم يعجب بقصيدته، ومن ثم خرج إلى السوق، وبينما هو يمشي في السوق سمع رجلًا يحاول أن يبيع صحنًا، وكان ينادي بأنه قد اشترى هذا الصحن من بيت الشريف الرضى، وبأنه قد اشتراه بتسعة وأربعون درهمًا، وبأن هذا الصحن يساوي خمسة دنانير، فعلم الخالع وقتها بأن الشريف كان في ضيقة، وبأنه باع هذا الصحن لكي يبعث له الدراهم، وعندما توفي الشريف الرضي رثاه أبو القاسم المغربي بقصيدة قال فيها:
اذكرتنا يا ابن النبي محمد
يوماً طوى عني أباك محمدا
ولقد عرفت الدهر قبلك سالياً
إلا عليك فما أطاق تجلدا
ما زلت نصل الدهر يأكل غمده
حتى رأيتك في حشاه مغمدا
نبذة عن أبي القاسم المغربي
هو أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن محمد وكان يدعى الوزير المغربي، ولد في عام ثلاثمائة وسبعون للهجرة في بغداد، وهو أديب ولغوي، ووزير.
وكان يدعى المغربي لأن جده كان له ولاية في الجهة الغربية من مدينة بغداد.
توفي الوزير المغربي في عام أربعمائة وثمانية عشر للهجرة.