نبذة عن الحارث بن حلزة اليشكري:
أمَّا عن التعريف بشاعر هذه القصيدة: فهو الحارث بن حلزة اليشكري، يكنى أبو عبيدة يعد الشاعر حارث بن حلزة سيدًا من سادات قبيلة بكر في مدينة العراق، حيث كان الحارث شاعراً من شعراء العصر الجاهلي ويرجع سبب تنظيمه للمعالقات إلى عمرو بن هند فهذا الفارس جمع قبيلة “بني تغلب” و”بني بكر” حتى يرجع الودَ والمحبة بينهما فبعد حرب البسوس فاستطاع ذلك، وربح الرهان من القبيلتين فكان مئة غلام، فكان المئة غلام يغزون مع الملك عمرو بن هند إلى أن قضى على غلمان بني تغلب وسلم غلمان بني بكر، فطالوا بني تغلب الدية لغلمانهم ولكن بني بكر رفضت ذلك، قفد اجتمعوا القبيلتين عند الملك عمرو بن هند الذي كان يفضل بني تغلب على بني بكر.
فقام الشاعر الحارث بن حلزة اليشكري يقول قصيدته من خلف الستارة؛ لأنَّ كان معه البرص وأيضاً لأن الملك عمرو بن هند لا يحب أن يرى أحدًا به سوء، وبعدها اقنع الشاعر الحارث الملك عمرو بن هند إلى أن يحكم على قبيلته، وبها قضى الملك عمرو لقبيلة بكر على قبيلة تغلب وكانت مطلع قصيدته:
آذَنَتْنَا بِبَينِهَا أَسْماءُ
رُبَّ ثاو يمل منه الثواء
ما لا تعرف عن قصة قصيدة “آذنتنا ببينها أسماء”:
أمَّا عن قصة قصيدة “آذنتنا ببينها أسماء” يحكى أنَه أنشد الشاعر الحارث هذه القصيدة للملك عمرو بن هند كانت ردًا على عمرو بن كلثوم. فأنشدها من وراء الحجاب بسبب برصه فعندما سمعها الملك تأثر فيها وأمر أن يرفع الستار ويذهب لكي يغتسل وأمر حاشيته أن يعدوا الطعام له.
بهذه المعلقة فقد كانت في مطلعها الوقوف على ذكر الأحبة والبكاء عليهم وأيضاً ذكر الديار وصف للناقة، وأيضاً ذكر تكذيب أقوال بني تغلب ومخازيهم ونقضهم للعهود وذكر مفاخر بني بكر وخدمتهم للملك والقرابة بينهم وبين الملك وفي نهاية المعلقة قد مدح الملك وذكر محاسنه وكرمه.
آذَنَتْنا ببَيْنهِا أَسْمَــاءُ
ربَّ ثَـاوٍ يُمَلُّ مِنْهُ اُلْثَّوَاءُ
بَعْدَ عَهْدٍ لَنَـا بِبُرْقَةِ شَمّــاءَ
فَأَدْنَى دِيَــارِهَا اٌلْخَلْصاءُ
فَالُمحَيَّاةُ فالصِّفـاحُ فَأَعْنـاقُ
فِتَـاقٍ فَعادِبٌ فَالْوَفَاءُ
فَرِيــاضُ اُلْقَطَا فأوْدِيَةُ الشُّرْ
بُبِ فالشُّعْبَتَـانِ فالأَبْــلاءُ
لا أرى مَنْ عَهِدْتُ فيهَـا فأبكي
اٌلْيَوْمَ دَلْهاً وَمَا يُحِيرُ اُلْبُكَاء
وَبِعَيْنَيْكَ أَوْقَدَتْ هِنْدٌ اُلْنَّــارَ
أَخِيراً تُلْوِي بِها اُلْعَلْيَـاءُ
عندما قال هذه القصيدة كانت الشاعر الحارث يدفاع بها عن قومه وتفنيد أقوال خصمه عمرو بن كلثوم، فقد نظمت هذه المعلقة بين عامي “554 و569” ميلادي فترجمت إلى اللاتينية والفرنسية.