نقص عليكم اليوم ما كان من خبر النعمان بن يعفر، عندما أمسك به الملك عامر ذو رياش ووضعه في السجن، وما كان من حاله بينما كان في السجن.
من هو النعمان بن يعفر؟
هو النعمان بن الملك يعفر بن السكسك بن وائل بن حمير بن سبأ، وهو أحد ملوك حمير في اليمن.
قصة قصيدة اربد وجهك بعد حشن ضيائه
أما عن مناسبة قصيدة “اربد وجهك بعد حشن ضيائه” فيروى بأن الملك عامر ذو رياش طلب النعمان بن يعفر، ولكنه لم يتمكن من إيجاده والإمساك به، وفي يوم من الأيام قام بجمع كل منجم من منجمين اليمن، كما وقام بجمع جميع العرافين والزاجرين، وفرقهم فجعل العرافين في جهة، وأهل الزجر في الجهة الأخرى، وقال لهم: ما الذي طلبت؟، فنظروا ولكنهم لم يتمكنوا من إيجاد شيء، حتى قام أحد العرافين، وقال له: يا مولاي، إنك تسأل عن جارية وغلام، فقال له الملك: لله درك، فقال العراف: إن الغلام حي في مغارة في جبل، فأخرج الملك رجاله، وأخذوا يتقفون الأثر حتى وصلوا إلى تلك المغارة التي فيها النعمان وأمه، فأخذوهما، وعادوا بهما إلى الملك.
فقام الملك بحبس النعمان، وماتت أمه بينما هو في السجن، وفي يوم من الأيام كان النعمان مع حرسه، وكان منهم رجل يقال له همدان بن الوليد بن عاد، وكان همدان يخدم جد النعمان السكسك، وكان يعامله معاملة جيدة سرًا، وفي تلك الليلة طلع القمر وكان خاسفًا، فبكى النعمان عندما رآه، فقال له الحراس: ما الذي يبكيك؟، فقال: تقلب الدهر، وفي الليلة التالية طلع القمر وكان مشرقًا، فضحك، فقالوا له: ما الذي يضحكك؟، فقال لهم: إن الذي أبكاني هو الذي أضحكني، فقال همدان له: لعل أملك أقرب إليك من أجلك، فنظر النعمان إلى القمر في الليلة الثالثة وكان مشرقًا، فأخذ ينشد قائلًا:
اربد وجهك بعد حشن ضيائه
وخسفت بعد النور والإشراق
يعاتب الشاعر القمر ويقول له كيف خسفت بعد أن كنت مشرقًا ومضيئًا.
هل كان هذا الشأن منك سجية
أم خان عهدك غادر الميثاق
واراك بعد محلة مذمومة
أمسيت مشرقاً على الآفاق
علَّ الذي أنشأ سناك بقدرة
من بعد مهلكة يريح وثاقي
إن الزمان بصرفه متقلب
بين الورى كتقلب الأخلاق
الخلاصة من قصة القصيدة: طلب الملك عامر ذو رياش النعمان بن يعفر، وعندما وجده بمساعدة العرافين وضعه في السجن، وبقي في السجن حتى ماتت أمه.