قصة قصيدة الآن قد ضيعت ما كان ظاهرا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة الآن قد ضيعت ما كان ظاهرا

أمّا عن مناسبة قصيدة “أما الحرام فالممات دونه” فيروى بأنه كان في مكة المكرمة كاهنة اسمها فاطمة بنت مر، وفي يوم من الأيام خرج إليها عبد المطلب ومعه ابنه عبد الله، لكي يستشيرها في زواج ابنه من آمنة بنت وهب، ولكن الكاهنة عندما رأت عبد الله، ورأت في وجهه نور النبوة، قالت له: إن تغشاني أعطيتك مائة من الإبل، فقال لها:

أما الحرام فالممات دونه
والحل لا حل فاستبينه
فكيف بالأمر الذي تبغينه

وعندما تزوج عبد الله من آمنة بنت وهب، وبعد أن حملت بالرسول صل الله عليه وسلم، مر عبد الله في يوم بالكاهنة، ولكن الكاهنة لم تر في وجهه النور الي كان باديًا عليه في زيارته الأولى لها، فقالت له: ما الي فعلته؟، فقال لها بأن أباه قد زوجه من آمنة بنت وهب، فقالت له الكاهنة: إنها قد أخذت ما كان في وجهك من نور، ثم أنشدت تقول:

الآن قد ضيعت ما كان ظاهرا
عليك وفارقت الضياء المباركا

غدوت عليّ خاليا فبذلته
لغيري هنيا فألحقن بنسائكا

ولا تحسبن اليوم أمس وليتني
رزقت غلاما منك في مثل حالكا

وهي تتحسر وتتأسف على ما فاتها، وذهب من بين يديها، وحسدت آمنة بنت وهب على ما حصل لها، ومن ثم أنشدت قائلة:

إني رأيت مخيلة نشأت
فتلألأت كتلألؤ الفجر

ولما بها نور يضيء به
ما حولها كإضاءة البدر

ورأيتها متبينا شرفا
ما كل قادح زنده يوري

لله ما زهرية سلبت
ثوبيك ما استلبت وما تدري

وأنذرت بني هاشم فقالت:

بني هاشم قد غادرت من أخيكم
أمينة إذ للباه يعتلجان

كما غادر المصباح بعد خموده
قتائل قد ميثت له بدهان

وما كل ما يحوي الفتى من بلاده
لحزم ولا ما فاته لتوان

سيكفيكه جدان يعتلجان
ولما حوت منه أمينة ما حوت
منه فخارا ما لذلك ثان

سيكفيكه إما يد منغلة
وإما يد مبسوطة لبنان

نبذة عن فاطمة بنت مر

فاطمة بنت مر الخثعمية، شاعرة وكاهنة جاهلية، من أهل مكة المكرمة.


شارك المقالة: