قصة قصيدة الأرض مظلمة والنار مشرقة

اقرأ في هذا المقال


ينسى الإنسان منا ما يفعله لنا الآخرون من أعمال حسنة، في اللحظة التي يخطؤون فيها، ومن ذلك ما فعل الخليفة المهدي مع الشاعر بشار بن برد الذي كان كثيرًا ما يمدحه، في اللحظة التي أخطأ فيها.

من هو بشار بن برد؟

هو أبو معاذ بشار بن برد بن يرجوخ العقيلي، شاعر من مخضرمي العصر الأموي والعصر العباسي، ولد في البصرة، وتوفي في بغداد.

قصة قصيدة الأرض مظلمة والنار مشرقة

أما عن مناسبة قصيدة “الأرض مظلمة والنار مشرقة” فيروى بأن الشاعر بشار بن برد كان كثيرًا ما يمدح الخليفة العباسي المهدي، ولكن في يوم من الأيام دخل إلى الخليفة المهدي وزير من وزراءه، وكان يكره بشار بن برد لأنه قام بهجائه، وأخبره بأنه قام بهجائه، وقذفه بما ليس فيه، وبأنه نسبه إلى شيء من الزندقة، فأمره الخليفة أن يخبره بالشعر الذي هجاه به، ولكنه رفض، وقال للخليفة: لو تجلدني حتى الموت أهون علي من أن أخبرك بشعره فيك، ولكن الخليفة أصر عليه أن يخبره بشعره فيه، وبعد أن رأى إصرار الخليفة على سماع شعره، كتبه له كتابة، كما وأخبره الوزير بأن بشار كان قد فضل النار على التراب، وبأنه قد عذر إبليس حينما رفض أن يسجد لآدم، وبأنه قد أنشد قائلًا:

الأَرضُ مُظلِمَةٌ وَالنارُ مُشرِقَةٌ
وَالنارُ مَعبودَةٌ مُذ كانَتِ النارُ

يقول الشاعر في هذا البيت بأن النار مضيئة على خلاف التراب المظلم.

فغضب الخليفة غضبًا شديدًا، وأمر أحد قادة جنده بالخروج إلى بيت بشار بن برد، وإحضاره له في الحال، فخرج القائد، وتوجه إلى دار بشار، ومعه عدد من جنوده، وأحضره على وجه الشرعة إلى مجلس الخليفة.

وعندما أدخلوه إلى مجلس الخليفة، أمرهم بأن يضربوه، فقاموا بضربه حتى كاد أن يموت، وقبل أن يموت من الضرب، أمرهم بأن يحملوه ويلقوه في النهر، ففعلوا، وألقوه في النهر.

الخلاصة من قصة القصيدة: كان الشاعر بشار بن برد كثيرًا ما يمدح الخليفة المهدي، ولكن في يوم وصل خبر للخليفة بأنه قام بهجائه، وعندما سمع ما هجاه به، غضب غضبًا شديدًا، وأمرهم بضربه، فضربوه، ومن ثم ألقوه في النهر.


شارك المقالة: