قصة قصيدة اليوم يبدو بعضه أو كله
أمّا عن مناسبة قصيدة “اليوم يبدو بعضه أو كله” فيروى بأنّه كان هنالك امرأة من بني عامر بن صعصعة يقال لها ضباعة بنت عامر، وكانت ضباعة امرأة شديدة الجمال، وقد اشتهرت بذلك، وسمع بجمالها العرب جميعهم، وكانت ضباعة متزوجة من رجل كبير في السن يقال له عبد الله بن جدعان، وبقيت زوجة له مدة طويلة، وفي هذه المدة لم تلد منه، وفي يوم من الأيام بعث لها رجل يقال له هشام بن المغيرة قائلًا: ما تفعلين مع هذا الرجل الكبير الذي لا يولد له؟، فاطلبه منه أن يطلقك، وعندما وصلها كتاب هشام بن المغيرة، دخلت على زوجها، وطلبت منه أن يطلقها، وأخبرته بكتاب هشام، فقال لها عبد الله بن جدعان: إن طلقتك، أخاف أن تتزوجين من هشام بن المغيرة، فقالت له ضباعة: لك مني عهد بأن لا أتزوج منه بعد أن تطلقني، فقال لها: حسنًا، ولكن إن تزوجت منه، فعليك أن تقومي بنحر مائة من الإبل، وعليك أيضًا أن تنسجي ثوبًا تغطي به عورتك فقط، وأن تطوفي بالبيت وأنت عريانة، فقالت له: ولكني لا أستطيع فعل ذلك.
وخرجت من عند زوجها، وتوجهت إلى مخدعها، وكتبت كتاب إلى هشام بن مغيرة، تخبره فيه بخبر ما حصل مع زوجها، وبعثته له، وعندما وصل الكتاب إلى هشام، وقرأ ما فيه، بعث لها بكتب يقول لها فيه: ما أسهل ما يطلب منك، فأنا أغنى من كافة أهل قريش، وعندي من الزوجات أكثر من النساء في البطحاء، وأنت امرأة شديدة الجمال، فلا يعيبك أن تطوفي في البيت وأنت عريانة، فلا ترفضي ما طلب منك، ووافقي له على شروطه، وبعث لها بالكتاب، وعندما وصلها الكتاب وقرأت ما فيه توجهت إلى مجلس زوجها، وأخبرته بأنها موافقة على شروطه، وأصرت على أن يطلقها، فطلقها عبد الله.
وبعد أن طلقها زوجها، تزوجت من هشام، وقام بنحر مائة من الإبل، وأمر جواريه بأن ينسجن لها ثوبًا تغطي به عورتها، وأخرجها إلى البيت الحرام، وجعلها تطوف به وهي عريانة، وكان أهل مكة ينظرون إليها وهي تطوف، فلم يستطيعوا أن يروا منها شيئًا، من شدة خجلها وتغطيتها لنفسها، وكانت تطوف وتنشد قائلة:
اليوم يبدو بعضه أو كلُّه
فـمـا بـدا مـنه فلا أُحلُّه
كـم نـاظـرٍ فـيـه فـما يملُّه
أخْثم مثل القعْب بادٍ ظلُّه
نبذة عن ضباعة بنت عامر
هي ضباعة بنت عامر بن قراط بن سلمة الخير، من بني قشير. كانت زوجة هشام بن المغيرة. أسلمت في مكة المكرمة بداية ظهور الإسلام.
