قصة قصيدة بارك فيك الله من غلام

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة بارك فيك الله من غلام:

أمّا عن مناسبة قصيدة “بارك فيك الله من غلام” فيروى بأنه حينما علمت آمنة بنت وهب بأنّ زوجها قد توفي، حيث أخبرها أباها بأنّه قد تعرض لمرض بينما هو مسافر، وتوفي في يثرب ودفن هنالك، بكت عليه بكاءً شديدًا، ولكنّها صمدت كي تحافظ على سلامة ابنها الذي في بطنها، حتى جاء يوم الولادة، فأنزل الله على قلبها السكينة والطمأنينة، وأخذت تفكر في ابنها الذي وهبها إياه الله تعالى، ورأت فيه مواساة عن زوجها الذي فقدته، وجاءتها آلام المخاض، ولم يكن أحد معها، ولكنها شعرت بالنور يأتيها من كل جانب.

وولدت سيدنا محمد صل الله عليه وسلم، وبعد فترة من ولادته بعثت به إلى البادية عند حليمة السعدية، كما اعتاد العرب بأن يبعثوا بأبنائهم إلى البادية، وعندما انتهت حليمة من إرضاعه، وعاد إلى عندها، قرَّرت أن تزور قبر زوجها، وبالفعل أخذت ابنها وتوجهت إلى يثرب، وكان معها سيدة تدعى أم أيمن.

وعندما وصلت إلى قبر زوجها، وقف سيدنا محمد وأخذ ينظر إلى قبر أبيه، وهو حزين ويتخيل مدى حاجته له، وهو الذي عاش يتيمًا من دون أب، ومكثوا قليلًا عند القبر ثم توجهوا عائدين إلى مكة المكرمة، وبينما هم في طريقهم إلى مكة شعرت آمنة بالتعب، فجلست على الأرض وأمسكت بيد ابنها، وهي تنظر إليه، حتى تشبع روحها منه، فقد أحست بأنّ مرضها هذا لا شفاء منه، وبأنّها لن تبقى طويلًا على قيد الحياة، وبينما هي تنازع أنشدت حزين  على بقاء ابنها وحيدًا من دون أبيه وأمه، قائلة:

بارَكَ فيك اللّهُ من غلامٍ
يا اِبن الّذي في حومةِ الحمامِ

نَجا بعونِ الملكِ العلّامِ
فودي غداةَ الضربِ بالسهامِ

بِمائهِ مِن إبلٍ سوام
إِن صحّ ما أبصرت في المنامِ

فَأَنتَ مبعوثٌ إِلى الأنامِ
تبعثُ في الحلّ وفي الحرامِ

تبعثُ بِالتوحيدِ والإسلامِ
دين أبيكِ البرّ إبراهامِ

فَاللَّه ينهاكَ عن الأصنامِ
أن لا تُواليها مع الأقوامِ

ومن ثم سقطت على الأرض من شدة التعب، فقامت أم أيمن برفعها، فرفعت آمنة كفيها وضمت ابنها، وقالت له: “يا بني كل جديد بال، وكل آت قريب، وكل حي ميت”، ومن ثم ماتت، والرسول يبكي عليها، فأخذت أم أيمن تمسح له على رأسه، وتصبره، ومن ثم قالت له: هيا بنا نحفر قبرًا، فأخذ يحفر القبر وهو يبكي، وعندما أكملا، قاما بدفنها، ومن ثم غادرا وهو يصيح: “أمي نأخذ أمي معنا”، وينظر إلى الخلف لعلها تلحق بهما، ومشيا حتى وصلا إلى مكة، فتوجهت أم أيمن إلى بيت عبد المطلب، وطرقت عليه بابه، فخرج ورأى محمدًا وهو يبكي، فسأله عن أمه، فقال له وهو يبكي: “ماتت ماتت” فضمه جده وهو يقول: أنت ابني أنت ابني.

‏نبذة عن آمنة بنت وهب:

آمنة بنت وهب بن عبد مناف، من قريش، أم الرسول صل الله عليه وسلم، وقد كانت أفضل امرأة في قريش نسباً ومكانة.


شارك المقالة: