نقص عليكم اليوم خبر شراء قصي بن كلاب ولاية بيت الله بوعاء من الخمر.
حالة الشاعر
كانت حالة الشاعر عندما أنشد هذه القصيدة التعجب مما فعل أبو غبشان عندما باع ولاية بيت الله بوعاء من الخمر.
قصة قصيدة باعت خزاعة بيت الله إذ سكرت
أما عن مناسبة قصيدة “باعت خزاعة بيت الله إذ سكرت” فيروى بأن كلاب بن مرة تزوج من فاطمة بنت سعد، فولدت فاطمة منه زيد وزهرة، ومن ثم توفي، وكان زهرة شابًا حينما توفي والده، ولكن زيد كان ما يزال غلامًا صغيرًا، وفي يوم أتى رجل يقال له ربيعة بن خزام العذري إلى مكة المكرمة، وبينما هو فيها تزوج من فاطمة، وأخذها معه إلى قومه، وأخذ معه ابنها زيد وأبقى على زهرة في قومه، وبينما كانت فاطمة في ديار زوجها شب زيد وكبر، فسمته أمه قصي، بسبب بعده عن ديار أهله.
وفي يوم من الأيام نازع قصي غلامًا من العذريين، فقال له الغلام: الحق بقومك فإنك لست منا، فتوجه عائدًا إلى بيته، وسأل أمه عن الخبر، فأخبرته بما كان من أمره، فخرج في ذلك العام إلى الحج مع الحجاج، وبينما هو في مكة جلس مع رجل يقال له أبا غبشان، وأخذ الاثنان يشربان الخمر، وعندما ذهب عقل الخزاعي اشترى منه قصي ولاية بيت الله بوعاء من الخمر، وقد ذكر العديد من الشعراء ما فعل أبو غبشان، كما قال الشاعر:
باعت خزاعة بيت الله إذ سكرت
بزق خمر فبئست صفقة البادي
يقول الشاعر في هذا البيت بئس الصفقة التي بيع فيها بيت الله بوعاء من الخمر.
باعت سدانتها بالخمر وانقرضت
عن المقام وظل البيت والنادي
وقال آخر:
أبو غبشان أظلم من قصي
وأظلم من بني فهر خزاعة
فلا تلحوا قصياً في شراه
ولوموا شيخكم إذ كان باعه
وقال آخر:
إذا فخرت خزاعة في قديم
وجدنا فخرها شرب الخمور
وبيعا كعبة الرحمن جمعاً
بزق بئس ما افتخر الفجور