قصة قصيدة بان الخليط فأوجعوا قلبي

اقرأ في هذا المقال


يكون الوقت مع الحبيب له أجنحة، وإن حصل فراق فيصبح للوقت مخالب، فإن البعد عن الحبيب مؤلم، ومنا من لا يتحمل ألمه، ومن هذا ما حصل مع شاعرنا لهذا اليوم الذي لم يقوى على تحمل ألم البعد عن حبيبته.

حالة الشاعر

كانت حالة الشاعر عندما أنشد هذه القصيدة الحزن على رحيل محبوبته عن الحي.

قصة قصيدة بان الخليط فأوجعوا قلبي

أما عن مناسبة قصيدة “بان الخليط فأوجعوا قلبي” فيروى بأن شابًا من الأعراب كان يحب فتاة من فتيات حيه، فكأن يأتي إلى جوار منزلها كل يوم، وتخرج هي إليه، فيجلسان سوية من دون أن يعرف أحد يهما، ويتحدثان حتى يأتي المساء، فتعود الفتاة إلى منزلها، ويعود هو إلى منزله، واستمر الاثنان على هذا الحال، حتى رآهما في يوم من الأيام رجل من أهل الحي، فتوجه إلى أبيهما وأخبره بخبرهما، فغضب والدها غضبًا شديدًا، وعندما عادت إلى البيت، حبسها، ومنعها من الخروج، ورؤية هذا الشاب مرة أخرى.

وبعد ذلك بفترة من الزمان قرر والد الفتاة أن يهاجر من الحي هو وأهله، فجمعوا أغراضهم، ووضعوها على البعير، وخرجوا من الحي، وعندما وصل خبر رحيلهم من الحي إلى الشاب، لحق بهم حتى أدركهم، ففطن به والد الفتاة، وعندما علم الشاب بأن والدها قد فطن به انصرف وهو ينشد قائلًا:

بان الخليط فأوجعوا قلبي
حسبي بما قد أورثوا حسبي

إن تكتبوا نكتب، وإن لا يكن
يأتيكم بمكانكم كتبي

جد الرحيل، فبان ما بيننا
لا شك أني منقض نحبي

يقول الشاعر في هذه الأبيات بأن رحيل محبوبته قد أوجع قلبه، ولم يبق له سوى ذكرياته معها، ويقول لها بأنها إن بعثت له بالمكاتيب فسوف يبعث لها، وحتى إن لم تبعث له فسيبعث لها أيضًا، ومن ثم يقول بأنه يعلم بأن رحيلها عنه سيكون سببًا في موته.

ومن ثم صعد إلى جبل عال يطل على طريقهم، وأخ1 ينظر إليهم وهم راحلين، حتى اختفوا من أمامه، وعندها وقع على الأرض ميتًا.

الخلاصة من قصة القصيدة: كان هنالك شاب من الأعراب يحب فتاة، وكان يجلس معها كل يوم، وفي يوم وصل خبر حديثه إليها إلى أبيها، فرحل عن القوم، فخرج الشاب ولحق بهم، ووقف على جبل ينظر إليهم، وعندما غابوا عن نظره وقع على الأرض ميتًا.

المصدر: كتاب "مصارع العشاق" تأليف جعفر بن أحمد بن الحسين السراجكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني


شارك المقالة: