نروي لكم اليوم خبر ما دار بين ربيعة الرقي ويزيد بن حاتم.
قصة قصيدة بكى أهل مصر بالدموع السواجم
أما عن مناسبة قصيدة “بكى أهل مصر بالدموع السواجم” فيروى بأنه عندما وليّ يزيد بن حاتم الأزدي على مصر، أتاه في يوم من الأيام شاعر يقال له ربيعة الرقي، ووقف على باب مجلسه، فأمر الوالي بإدخاله إلى المجلس، وعندما وقف ربيعة الرقي بين يديه أنشده قصيدة مدحه بها، ولكن يزيد بن حاتم لم يعطه شيئًا مقابل مدحه له، فأقام ربيعة عدة أيام في مصر لعله يعطه شيئًا، ولكن ذاك لم يكن، فخرج ربيعة من مصر، وتوجه عائدًا إلى دياره، وأنش بينما كان خارجًا من مصر بيتًا من الشعر قال فيه:
أَراني ولا كُفرانَ لِلَهِ راجِعاً
بِخُفَّي حُنَينٍ مِن نَوالٍ اِبنِ حاتِمِ
ووصل خبر ما قال إلى يزيد، فأرسل رجلًا في أثره، ورده إليه، وعندما دخل إلى مجلسه، قال له يزيد: هل أنت القائل: أراني ولا كفران لله راجعا؟، فقال له ربيعة: نعم، فقال له يزيد: وهل قلت سوى هذا؟، فقال له: لا والله، فقال له يزيد: لقد شغلت عنك، ولترجعن إلى ديارك بخفي حنين مملوءة بالدنانير، وأمر بأن يخلع حذاءه، ويملأ بالدنانير، فشكره ربيعة، وخرج من عنده.
وعندما عزل عن ولاية مصر، وولي عليها يزيد السلمي، أنشد ربيعة أبياتًا من الشعر قال فيها:
بَكى أَهلُ مِصرٍ بِالدُموعِ السَواجِمِ
غَداةَ غَدا مِنِها الأَغَرُّ اِبنُ حاتِمِ
يقول الشاعر في هذا البيت بأن دموع أهل مصر انهمرت في اليوم الذي خرج منها يزيد بن حاتم.
حَلَفتُ يَميناً غَيرَ ذي مَثنَوِيَّةٍ
يَمينَ اِمرِئٍ آلى بِها غَيرِ آثِمِ
لِشَتّانَ ما بَينَ اليَزيدَينِ في النَدى
يَزيدِ سُلَيمٍ وَالأَغَرَّ اِبنِ حاتِمِ
يَزيدُ سُلَيمٍ سالَمَ المالَ وَالفَتى
أَخو الأَزدِ لِلأَموالِ غَيرُ مُسالِمِ
فَهَمُّ الفَتى الأَزدِيِّ إِتلافُ مالِهِ
وَهَمُّ الفَتى القَيسِيِّ جَمعُ الدَراهِمِ
فَلا يَحسَبِ التَمتامُ أَنّي هَجَوتُهُ
وَلَكِنَّني فَضَّلتُ أَهلَ المَكارِمِ