كل من يضرب زوجته هو على خطأ مهما كان السبب، فلا يصلح بضربه لها ما يكون من أمرها، ومن ذلك ما حصل مع شاعرتنا لهذا اليوم شقراء بنت الحباب، حينما أحبت رجلًا غير زوجها، فضربها زوجها بسبب ذلك، ولكن ضربه له زادها إصرارًا على ما هي فيه.
من هي شقراء بنت حباب؟
هي شقراء بنت حباب، شاعرة من شاعرات العصر الأموي.
قصة قصيدة بنفسي وأهلي من لو اني أتيته
أما عن مناسبة قصيدة “بنفسي وأهلي من لو اني أتيته” فيروى بأن شقراء بنت الحباب كانت متزوجة من رجل يقال له عمرو، ولكنها وقعت في حب رجل يقال له يحيى بن حمزة، فهامت في عشقه، ولم يبق عندها بالًا لزوجها، وبقيت تحب يحيى، تقابله من دون علم زوجها، ومن دون علم أي أحد من أهلها، وكانت تنشد القصائد فيه، ومن ذلك قصيدة قالت فيها:
بنَفسي وأهلي من لَوَ انّي أتَيتُهُ
على البحرِ فاستَسقيتُه ما سَقانيا
تعاتب الشاعرة في هذا البيت من تحب، وتقول بأنها لو أتته وهو على البحر، وطلبت منه أن يسقيها الماء لم يسقها على الرغم من الماء الذي أمامه.
ومَن لو رأى الأعداءَ يَنتَضِلونَني
لهم غَرَضًا يرمونَني لرَمانيا
ومن قد عَصيتُ الناسَ فيه جماعةً
وصَرَّمتُ خلّاني له وجَفانيا
فيا أَخَوَيَّ اللائِميَّ على الهوى
أُعيذُكما باللهِ مِن مِثلِ ما بيا
سألتكما باللهِ لمّا جَعلتما
مكانَ الأذى واللومِ أن تَرثِيا ليا!
ولا تغْفلا إن لامَني ثَمَّ لائمٌ
ولو سَخِطَ الواشون أن تَعذُرانيا
فأُقسِمُ لو خُيِّرتُ بين فراقِهِ
وبين أبي لاختَرتُ أنْ لا أَبا لِيا
وفي يوم من الأيام وصل خبرها مع يحيى إلى زوجها، فحاول أن يعدلها عما هي فيه، وعندما لم يستطع السيطرة على قلبها، أخذ يضربها بالسوط على جسدها، وبقي يضربها لعلها تعود عن حب يحيى، فأخذت شقراء تنشد قائلة:
أقول لعَمرٍو والسِّياطُ تَلفُّني
لهنَّ على مَتنَيَّ شرُّ دليلِ
فأَشهَدُ يا غيرانُ أني أُحبّهُ
بسَوطِك فاضرِبني وأنت ذَلِيلي
كما وأنشدت قائلة:
أَأُضرَبُ في يحيى وبيني وبينَه
تنايفُ لو تجري بها الرّيحُ كَلَّتِ!
ألا ليتَ يحيى يومَ عبهَلَ زارَنا
وإن نَهَلَتْ منا السِّياطُ وعَلَّتِ
الخلاصة من قصة القصيدة: كانت شقراء بنت الحباب متزوجة، ولكنها كانت تحب رجلًا آخر، وكانت تقابله من دون أن يعلم زوجها وأهلها بذلك، وكانت تنشد به القصائد، وعندما علم زوجها ما كان من أمرها، أخذ يضربها لعلها تعود عما هي فيه، ولكنها زادت إصرارًا على حبه.