قصة قصيدة بني دارم لا تفخروا إن فخركم

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة بني دارم لا تفخروا إن فخركم

أمّا عن مناسبة قصيدة “بني دارم لا تفخروا إن فخركم” فيروى بأنه في يوم من الأيام أتى وفد من تميم إلى المدينة، وكان معهم رجل يقال له الأقرع بن حابس، وبينما هو في المدينة أخذ ينادي ويقول: يا محمد إن حمدي حسن، وإن ذمي سيء، فقال له الرسول: ذلكم الله سبحانه، فقال له أهل تميم: لقد جئناك ومعنا شاعرنا، ومعنا خطيبنا. لكي نشاعرك ونفاخرك، فقال لهم الرسول بأنه لم يبعث بالشعر ولم يؤمر بأن يفخر بنفسه، ومن ثم قال لهم: ولكن هاتوا.

فأمر الأقرع شابًا من شبابهم بأن يقوم ويذكر فضله وفضل قومه، فقام الشاب وأخذ يفخر بنفسه وبنسبه وبقومه، فأمر النبي ثابت بن قيس الأنصاري بأن يرد عليه، فقام ثابت ورد عليه ردًا وافيًا، فقام الزبرقان وأمر أحد رجالهم بأن يقول أبياتًا يذكر فيها فضله وفضل قومه، فوقف الرجل وأخذ ينشد ابياتًا من الشعر يفخر فيها بقومه، فأمر الرسول بإحضار حسان بن ثابت، وعندما أتى أمره ان يجيبه، فأنشد حسان قائلًا:

وَسَل أُحُداً لَمّا اِستَقَلَّت شِعابُهُ
بِضَربٍ لَنا مِثلَ اللِيوثِ الخَوادِرِ

أَلَسنا نَخوضُ الخَوضَ في حَومَةِ الوَغى
إِذا طابَ وِردُ المَوتِ بَينَ العَساكِرِ

وَنَضرِبُ هامَ الدارِعينَ وَنَنتَمي
إِلى حَسَبٍ مِن جِذمِ غَسّانَ قاهِرِ

وَلَولا حَياءُ اللَهِ قُلنا تَكَرُّماً
عَلى الناسِ بِالخَيفَينِ هَل مِن مُنافِرِ

فَأَحياؤُنا مِن خَيرِ مَن وَطِئَ الثَرى
وَأَمواتُنا مِن خَيرِ أَهلِ المَقابِرِ

فقام الأقرع وقال: والله إني قد أتيت لأمر لم يأتي لمثله قومي، وقد أنشدت شعرًا فاسمعه، فقال له الرسول: هات، فأنشد قائلًا:

أَتَيناكَ كَيما يَعلَمُ الناسُ فَضلَنا
إِذا اِحتَفَلوا عِندَ اِحتِضارِ المَواسِمِ

بِأَنّا فُروعُ الناسِ في كُلِ مَوطِنٍ
وَأَن لَيسَ في أَرضِ الحِجازِ كَدارِمِ

واِنّا نَذودُ المُعلَمينَ إِذا اِنتَخَوا
وَنَضرِبُ رَأسَ الأَصيَدِ المُتَفاقِمِ

وَأَنَّ لَنا المِرباعَ في كُلِ غارَةٍ
نُغيِرُ بِنَجدٍ أَو بِأَرضِ الأَعاجِمِ

فأمر الرسول حسان أن يجيبه، فأنشد حسان قائلًا:

بني دارم لا تفخروا إن فخركم
يعود وبالا عند ذكر المكارم

هبلتم علينا تفخرون وأنتم
لنا خول من بين ظئر وخادم

ومن بعد ذلك أسلم الوفد، وبقوا في المدينة يتعلمون القرآن والدين.

نبذة عن حسان بن ثابت

حسان بن ثابت الأنصاري شاعر عربي وصحابي من الأنصار، من قبيلة الخزرج.


شارك المقالة: